قال الدكتور محمد ورداني، مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية، إن حملة «حرّر نفسك» التي أطلقها الأزهر الشريف جاءت لتدعو الناس إلى التحرر من أسر التكنولوجيا وسوء استخدامها، موضحًا أن اسم الحملة مستلهم من فكرة «التحرر من القيود» لا من الوسائل ذاتها، لأن التكنولوجيا في ذاتها نعمة، لكن الإفراط في استخدامها حوّلها إلى أداة استعباد للعقل والوقت والصحة.
وأضاف "ورداني"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الإنسان المعاصر أصبح أسيرًا لهاتفه وتطبيقاته، التي تدير وقته وحياته وتوجه أفكاره دون وعي، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الإدمان «يضعف التفكير والإبداع» ويجعل الفرد تابعًا لا متبوعًا، تمامًا كما حذّر النبي ﷺ في الحديث الشريف من إضاعة الصحة والوقت، وهما من أعظم النعم المهدرة في عصر التكنولوجيا.
وأوضح مدير المركز الإعلامي أن الحملة تهدف إلى إعادة الوعي وتنمية مهارات التحكم الذاتي، عبر مسارين متوازيين هما التواجد الميداني المباشر من خلال وعّاظ الأزهر وعزّاته في المدارس والنوادي ودور الرعاية ومراكز الشباب، وأيضا نشر رسائل رقمية توعوية قصيرة على المنصات الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، تتضمن فيديوهات ومحتوى موجّهًا يعالج المشكلة من جذورها ويقدّم بدائل عملية تساعد الشباب على تقليل الاعتماد على الهواتف والشاشات.
وأكد ورداني أن الحملة لا تكتفي بوصف المشكلة، بل تقدّم حلولاً تدريجية واقعية، شبيهة بعملية "الديتوكس الرقمي"، عبر إعادة تنظيم اليوم، وتخصيص أوقات للرياضة والقراءة والتعلّم، حتى يصبح الإنسان سيد وقته لا تابعًا لهاتفه.
وفي رسالة وجّهها إلى الآباء والأمهات، شدّد ورداني على ضرورة أن يدركوا أولًا خطورة الجهاز في يد الطفل، وأن يكونوا شركاء في التوعية، قائلًا: "لا يمكن أن أطلب من ابني ترك الهاتف وأنا لا أملك له بديلًا.. شاركه المحتوى، شاهد معه، تعلّم معه، وجّه استخدامه بدلًا من منعه."
وأكد أن حملة «حرّر نفسك» تأتي ضمن جهود الأزهر الشريف في إصلاح السلوكيات المجتمعية، ودعم قيم الوعي والانضباط الذاتي، حفاظًا على الأسرة والعقل والإنسان من الوقوع في أسر الإدمان الرقمي.















0 تعليق