يتجه الذهب لإنهاء سلسلة مكاسب استمرت 9 أسابيع، بعد أن شهدت السوق حركة تصحيحية كبيرة للأسعار إثر إعادة تقييم موجة الصعود التي دفعت المعدن إلى نطاق التشبع الشرائي.
قلص سعر الذهب خسائره اليوم بعد صدور تقرير التضخم في الولايات المتحدة الذي جاء أفضل من المتوقع، ما عزز رهانات الأسواق على مزيد من التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. تراجعت عوائد السندات مع توقع المتعاملين لاحتمال مرتفع بتنفيذ خفضين لأسعار الفائدة قبل نهاية العام، وهي خطوة عادة ما تدعم الذهب لكونه أصلاً لا يدرّ فائدة.
الذهب ملاذ آمن
يواصل المستثمرون مراقبة فرص تحسّن العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، مع استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ للاجتماع الأسبوع المقبل في محاولة لتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة. ومن شأن أي اتفاق أن يخفف من حدة التوترات الجيوسياسية التي دفعت الطلب على أصول الملاذات الآمنة مثل الذهب.
بدأت موجة الصعود القوية منتصف أغسطس، ودفعت الأسعار إلى مستوى قياسي بلغ 4381.52 دولار للأونصة الإثنين الماضي، قبل أن تتوقف فجأة في اليوم التالي مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح. وتزامن الهبوط مع تخارج كبير من قبل الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب، والتي سجلت أمس الأول أكبر تراجع يومي في حجم الأصول منذ 5 أشهر، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
قالت المحللة الاستراتيجية في شركة "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets) تشارو تشانانا: "يبدو أن التصحيح بدأ يستقر، لكن المشاركة الواسعة من المستثمرين الأفراد تعني أن مستويات التقلب ستظل مرتفعة على الأرجح"، و"مستوى المقاومة الرئيسي التالي يقع قرب 4148 دولاراً، لكن حدوث اختراق مؤكد فوق 4236 دولاراً سيكون ضرورياً لتأكيد عودة الزخم الصعودي".
موجة صعود الذهب
ارتفع الذهب بنحو 57% منذ بداية العام الحالي، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية وبما يُعرف بـ"تجارة خفض القيمة"، إذ يتجنب المستثمرون الديون الحكومية والعملات لحماية أنفسهم من تفاقم العجز المالي. كما عززت توقعات السياسة النقدية الميسّرة من جاذبية الذهب الذي لا يدرّ عوائد.


















0 تعليق