قد لا يبدو كوب بسيط من ماء الحلبة كل صباح مفيدًا، لكن هذا العلاج المنزلي العريق يُضفي قوةً لا تُضاهى. اشتهرت الحلبة تقليديًا بتحسين الهضم وموازنة سكر الدم، وقد لفتت انتباه خبراء التغذية المعاصرين أيضًا. بذورها الصغيرة، المُرّة، والذهبية، غنية بالألياف ومضادات الأكسدة والمركبات الطبيعية التي تُساعد الجسم على التخلص من السموم وتحسين أدائه الداخلي.
عند تناولها يوميًا لمدة 15 يومًا تقريبًا، يُمكن لماء الحلبة أن يُحدث تغييرات طفيفة وملحوظة في الطاقة والهضم، وحتى صحة البشرة. لا يحدث هذا التغيير بين عشية وضحاها، ولكنه يبدأ تدريجيًا في الاستجابة بطرق مُفاجئة.
فوائد ماء الحلبة
تبدأ مستويات السكر في الدم بالتوازن بشكل طبيعي
بذور الحلبة غنية بالألياف القابلة للذوبان التي تُسمى غالاكتومانان، والتي تُبطئ امتصاص السكر في الدم. مع الاستخدام المتواصل، لمدة 15 يومًا تقريبًا، يُمكن أن يُساعد ذلك على استقرار مستويات الجلوكوز المتقلبة، خاصةً لدى الأشخاص الذين يُعانون من علامات مُبكرة لمقاومة الأنسولين. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الحلبة تُعزز حساسية الأنسولين، مما يعني أن الجسم يبدأ في استخدام السكر بكفاءة أكبر بدلًا من تخزينه على شكل دهون.
الأيض يحصل على دفعة لطيفة
يُعرف ماء الحلبة بتحفيز عملية الأيض بطريقة خفية وفعالة. تساعد المركبات الطبيعية الموجودة في البذور على تنشيط الإنزيمات الهضمية وتعزيز تكسير الدهون. غالبًا ما يلاحظ الأشخاص انخفاضًا في الانتفاخ وهضمًا أخف بعد الاستهلاك المنتظم. على عكس المشروبات الرائجة، يدعم ماء الحلبة عملية الأيض دون ارتفاع مستويات الطاقة بشكل غير طبيعي. كما تشير دراسة نُشرت في المعاهد الوطنية للصحة إلى أن ماء الحلبة يساعد على استقرار عملية الأيض.
تشعر المعدة بأنها أنظف وأخف وزناً
الحلبة مُنظِّف طبيعي للأمعاء. تساعد أليافها على إزالة السموم المتراكمة، وتدعم حركة الأمعاء بسلاسة، وتُخفِّف الحموضة. يُفيد هذا المشروب بشكل خاص عند تناوله على معدة فارغة، إذ يُغلِّف بطانة المعدة ويُقلِّل من التهيج الناتج عن الأطعمة الحارة أو الدهنية. في غضون أسبوعين، تبدأ الأمعاء بالشعور بتوازن أكبر وراحة أكبر.
يبدأ الجلد في إظهار تحسنات طفيفة
تنعكس خصائص ماء الحلبة المُزيلة للسموم والمضادة للالتهابات على البشرة أيضًا. فمع تخلص الجسم من الفضلات والزيوت الزائدة، قد تقلّ البثور، وتبدو البشرة أكثر نضارة. كما أن الحلبة غنية بمضادات الأكسدة، التي تُساعد على إصلاح تلف الخلايا الناتج عن التلوث والتوتر. ومع مرور الوقت، يميل لون البشرة إلى أن يبدو أكثر تناسقًا وهدوءًا.
التوازن الهرموني يبدو أكثر استقرارا
تحتوي بذور الحلبة على مركبات تُحاكي هرمون الإستروجين، مما يُساعد على تنظيم بعض التقلبات الهرمونية، خاصةً لدى النساء. هذا لا يعني أنها تُغني عن أي علاج طبي، ولكن شرب ماء الحلبة بانتظام قد يُحسّن المزاج، ويُقلل الانتفاخ، ويُحسّن راحة الدورة الشهرية.
يظل الجسم أكثر ترطيبًا ونشاطًا
تُطلق بذور الحلبة المنقوعة أليافًا لزجة، وهي مادة هلامية تُساعد الجسم على الاحتفاظ برطوبته. شرب هذا الماء المنقوع صباحًا يُرطب الجسم من الداخل، ويمنع التعب والجفاف. كما تُعزز نكهته الترابية الخفيفة ترطيب الجسم، مما يُشجع على بداية يوم أكثر هدوءًا.
طريقة تحضيره وشربه
انقع ملعقة صغيرة من بذور الحلبة في كوب من الماء طوال الليل. في الصباح، صفّ البذور واشرب الماء على معدة فارغة. يمكن تكرار ذلك يوميًا لمدة 15 يومًا. يفضل البعض تسخين الماء قليلًا لتأثير مهدئ، بينما يمضغ آخرون البذور المنقوعة لزيادة الألياف.
المواظبة على الاستخدام أمر بالغ الأهمية، ولكن من المهم أيضًا مراعاة احتياجات الجسم. في حال وجود أي إزعاج، فإن تخطي بضعة أيام يساعد الجسم على التكيف.
المصدر: timesofindia
0 تعليق