أفادت وسائل إعلام فلسطينية، الأحد، بأن آليات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت نيرانها بشكل مكثف تجاه المارة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، في خرقٍ واضح لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ أيام.
وذكرت المصادر أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى استشهاد نحو 44 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، في تصعيد وصفته الفصائل الفلسطينية بأنه “انتهاك فاضح للاتفاق الإنساني ونسف للجهود الدولية المبذولة لوقف العدوان”.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه "يستأنف الالتزام بوقف إطلاق النار"، بعد ما وصفه بـ"هجمات محدودة استهدفت مواقع لحماس"، زاعماً أن تحركاته جاءت رداً على خروقات من الفصائل الفلسطينية. وأضاف البيان أن القيادة السياسية في تل أبيب وجهت الجيش إلى “تعزيز حالة التهدئة ومواصلة مراقبة الأوضاع الميدانية عن كثب”.
لكن مشاهد الدمار وصرخات المدنيين في خان يونس، كما نقلها مراسلو القنوات المحلية، تعكس واقعاً مغايراً لما تروّج له إسرائيل، إذ تحولت شوارع المدينة إلى مناطق منكوبة تغص بسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ التي تعمل وسط أنقاض المنازل المدمرة.
من جانبه، قال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية للقناة الـ12 العبرية إن تل أبيب تراجعت عن قرارها بإغلاق المعابر مع قطاع غزة بعد ضغوط أمريكية مكثفة، مؤكداً أن واشنطن شددت على ضرورة الحفاظ على قنوات الإمداد الإنسانية مفتوحة وعدم تعقيد الوضع الميداني أكثر.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار برعاية دولية، في وقتٍ تتزايد فيه الشكوك حول جدية التزام إسرائيل بالاتفاق، خاصة في ظل استمرار التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية فوق القطاع وتصاعد التوتر على الحدود.
ويؤكد مراقبون أن المشهد في غزة ما يزال هشاً، وأن أي خرق جديد قد يعيد المنطقة إلى مربع التصعيد، وسط دعوات أممية إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتثبيت الهدنة بشكل دائم.
0 تعليق