قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الحديث الوارد عن امرأة رفاعة التي عبّرت أمام النبي ﷺ عن ضعف زوجها الثاني في الجماع، يوضح بجلاء أن الإسلام أقرّ استخدام الكناية والمجاز عند تناول المسائل الدقيقة التي يُستحيا من التصريح بها، حفاظًا على الحياء مع توصيل المعنى الشرعي الكامل.
يسري جبر: النبي استخدم المجاز بدلاً من الألفاظ الصريحة التي قد تكون جارحة
وأشار الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم الجمعة، إلى أن النبي ﷺ نفسه استخدم المجاز عندما قال لها: «حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك»، بدلاً من الألفاظ الصريحة التي قد تكون جافة أو جارحة.
وأوضح الدكتور يسري جبر أن المرأة استخدمت تعبير «إنما معه مثل هدبة الثوب» للدلالة على ضعف قدرتها على المعاشرة مع زوجها الثاني، وأن النبي ﷺ فهم المعنى المقصود دون حاجة للتصريح، مؤكدًا أن هذا يعكس دقة التعبير النبوي وبلاغته، وأن المجاز جزء أصيل في لغة الحديث النبوي.
وبيّن الدكتور يسري جبر أن الحكم الشرعي في هذه المسألة واضح: المرأة المطلقة ثلاثًا لا تحل لزوجها الأول إلا إذا تزوجت زوجًا آخر زواجًا حقيقيًا، ويقع بينهما دخول كامل، ثم يطلقها الزوج الثاني وتنقضي عدتها.
وأكد الدكتور يسري جبر أن هذا التشريع قد جاء لحكمة عظيمة، أهمها منع الرجل من التسرع في الطلاق، إذ إن طلاقه الثالث يؤدي إلى أن زوجته تنكشف لغيره، وهو أمر شديد عند العربي الأصيل، فيكون ذلك رادعًا له عن التسرع في التفريط.
وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن كثرة الطلاق في عصرنا—والذي وصل في الخمس سنوات الأولى من الزواج إلى ما يقرب من 60%—راجع إلى غياب الفهم الحقيقي لحكمة الزواج، وسوء استخدام الرجال لسلطة الطلاق، واتخاذه وسيلة للعقاب لا لمعالجة المشكلات.
ونبه الدكتور يسري جبر إلى أن الحياء شعبة من الإيمان، وأن الحديث في أمور الحلال والحرام مشروع بشرط الأدب والاحترام، داعيًا الأزواج إلى التمهّل وضبط النفس وعدم اتخاذ الطلاق وسيلة للضغط أو الغضب، قائلاً: «على الناس أن يتعلموا، فشرع الله جاء لتهذيب النفوس وإصلاح البيوت، لا لهدمها».















0 تعليق