شهدت الكنيسة المارونية في مصر احتفالية كبرى بمناسبة اليوبيل الماسي لتأسيس أبرشية القاهرة المارونية، في ذكرى مرور 75 عاماً من العطاء الروحي والخدمة الرسولية.
وجاء الاحتفال تحت رعاية نيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وبحضور نخبة من القيادات الكنسية والدبلوماسية والعامة، تقدّمهم غبطة البطريرك إبراهيم إسحق، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، والسفير البابوي المنسنيور نيكولا تيفنان، وعدد من المطارنة ورؤساء الكنائس الكاثوليكية المختلفة في مصر.
كما شارك في الاحتفال سيادة المطران جورج شيحان، مطران مصر والسودان وشمال أفريقيا، الذي ترأس القداس الاحتفالي بمشاركة كهنة الأبرشية وفريق كورالي كاتدرائية القديس يوسف المارونية، وكنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع بالإسكندرية، في أجواء مفعمة بالفرح والإيمان.
الشجرة المباركة”: رمزية الإيمان المتجذر
في كلمته خلال الاحتفال، وصف المطران جورج شيحان الأبرشية بأنها “شجرة مباركة تمتد جذورها في أرض مصر وتعلو أغصانها نحو السماء”، مؤكداً أن اليوبيل الماسي ليس مجرد مناسبة زمنية، بل تتويج لمسيرة إيمان حيّة نمت عبر العقود بفضل محبة الله وجهود أبناء الكنيسة.
وأضاف أن هذه المسيرة بدأت من بذرة صغيرة غرسها الموارنة الأوائل الذين حملوا عبق أرز لبنان إلى أرض المحروسة، لتثمر اليوم مجتمعاً كنسياً متكاملاً يشهد للسلام والمحبة والخدمة.
رسالة الوحدة: “ليكون الجميع واحدًا”
سلّط المطران شيحان الضوء على الوحدة الكنسية باعتبارها محور الرسالة المارونية في مصر، مؤكدًا أن الوحدة الحقيقية ليست فقط تنظيماً أو إدارة، بل شركة روحية ومحبة صادقة تجمع أبناء الكنيسة في جسد واحد.
وأشار إلى أن هذا الاحتفال هو فرصة لتجديد الالتزام بالرسالة المسيحية في بعدها الإنساني والروحي، مشدداً على أن “الكنيسة المارونية مدعوة لأن تكون شاهدة، متجذّرة في الإيمان، ومنفتحة على العالم، حاضرة في قلب المجتمع المصري بعطائها ومحبتها”.
تحية إلى مصر… وطن الحضارة والاحتضان
وجّه المطران شيحان تحية تقدير إلى جمهورية مصر العربية التي احتضنت الموارنة لأكثر من خمسة قرون، مؤكداً أن الموارنة في مصر “تطبّعوا بكل مكونات هذا البلد، فامتزجت ثقافتهم بروح مصر، وتفاعلوا معها فكراً وفناً وأدباً”.
كما رفع تحية شكر خاصة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وأركان الدولة المصرية، تقديراً لما تقدمه مصر من دعم ورعاية لمبدأ العيش المشترك والوحدة الوطنية.
امتداد تاريخي ومسيرة عطاء
استعاد الحاضرون في كلماتهم تاريخ تأسيس الأبرشية، الذي بدأ على يد البطريرك المكرّم إلياس الحويك سنة 1905، والذي يُعدّ أحد أعمدة الكنيسة المارونية الحديثة، وهو اليوم على طريق إعلانه طوباويًا.
كما شملت المسيرة اليوبيلية المدن الرئيسية في القاهرة والإسكندرية ودمياط والصعيد والسودان، حيث تواصلت رسالة الكنيسة عبر الأجيال في التعليم والرعاية والخدمة الاجتماعية.
شعار المرحلة المقبلة: “كنيستنا – بيت الإيمان، مدرسة المحبة، ورسالة الرجاء”
اختُتمت الاحتفالية بإعلان شعار الأبرشية للمرحلة القادمة، الذي يجسّد جوهر رسالتها في المجتمع المصري.
وأكد المطران شيحان أن المرحلة المقبلة ستكون عهد تجديد وانطلاق، تواصل فيها الكنيسة رسالتها بمحبة متجددة وانفتاح دائم على كل إنسان.












0 تعليق