تواصل الحكومة العراقية إثبات نجاحها في مجال حفظ الأمن وتعقب فلول تنظيم داعش الإرهابي وإفقاده قدراته القتالية المستقبلية، مؤكدة أن العراق أصبح قادرا على صياغة علاقات ثنائية بينه وبين الدول المنضمة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بدلا من بقاء التحالف في العراق، وسعيًا لإنهاء وجوده لانتفاء مبررات بقاء وهي محاربة التنظيم الإرهابي.
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن سلاح الجو العراقي أصبح قادرا على شن هجمات وغارت ضد أوكار وكهوف تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الجبلية وذات التضاريس الصعبة، وهو ما يعزز التعاون الثنائي بين واشنطن وبغداد في مكافحة الإرهاب.
وفي السياق فإن بعثة حلف الناتو العاملة في العراق قد جددت دعمها لما يتطلبه العراق في مجالات الاستشارة والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات، وقدم قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي الشكر لبعثة الناتو في العراق لما تقدمه من مهام تدريبية واستشارية لبناء قدرات القوات العراقية، مؤكدا أن العراق مستمر بالتعاون مع المجتمع الدولي في المجالات الإنسانية والاستشارية وتبادل الخبرات والتجارب.
ضربات مستقلة ضد تنظيم داعش
أكدت القيادة المركزية الأمريكية أن القوات الأمنية العراقية نجحت في الحصول على الشهادة الكاملة في دقة ضرب الأهداف العدائية مما يعزز قدرات الجيش العراقي في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.
ووفقا لبيان صادر عن "القيادة المركزية"، الاربعاء الماضي، فإن القوات الأمنية العراقية اجتازت تدريبًا مكثفًا مع قوة المهام المشتركة (عملية العزم الصلب العاملة في العراق).
وقال البيان إن العراق حققت نسبة 100% من دقة الاستهداف باستخدام طائرات F-16 و AC-208، ما يمثل خطوة تاريخية نحو اعتماد القوات المسلحة العراقية على نفسها في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
بقايا داعش في جيوب معزولة على الحدود السورية
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد يشكل تهديدا كبيرا داخل العراق، بعدما نجحت قوات الجيش والأمن العراقي في محاصرته وتعقب فلوله الهاربة.
ووفقا لوكالة الأنباء العراقية، فإن "السوداني" قال في مقابلة له مع صحيفة لوموند الفرنسية: إن علاقة العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تقوم على أساس الشراكة، وليس القرارات الأحادية.
وأضاف "السوداني" أن وحدة صغيرة من المستشارين العسكريين الأميركيين ستبقى في قاعدة عين الأسد غربي العراق لمراقبة الحدود السورية، مشيراً إلى أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعدّ يمثل تهديداً كبيراً داخل العراق، وتقديرات وزارة الدفاع تشير إلى وجود ما بين 400 إلى 500 عنصر من التنظيم الإرهابي متواجدين في جيوب معزولة على الحدود السورية، وفي شمال شرقي البلاد.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن المنطقة ستبقى غير مستقرة دون وجود حل عادل للقضية الفلسطينية، وستتكرر الأحداث فيها، موضحًا أنه يدعم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن غزة.
وتابع أن "لعراق أحرز تقدمًا مهمًا في إصلاح نظامه المالي، فضلاً عن إبدائه تعاونًا أمنيًا مع السلطات الجديدة في دمشق في مجالي مكافحة الإرهاب والمخدرات.
يشار إلى أن العراق يعمل بالتنسيق مع واشنطن لرحيل قوات التحالف الدولي عن بلاده، وتحويل علاقاته مع دول التحالف إلى علاقات ثنائية تقوم على الاستشارة واحترام سيادة العراق.
وفد أمريكي يشيد بالجهود العراقية
أكد قاسم الأعرجي نجاح المؤتمر الأممي الذي نظَّمه العراق حول محتجزي مخيم الهول السوري، مشيدًا بالدول التي استجابت لسحب رعاياها من المخيم الذي يحتجز عوائل (نساء وأطفال) تنظيم داعش الإرهابي؛ وذلك خلال لقاءه بوفد أمريكي الخميس الماضي.
ووفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لمستشارية الأمن القومي، فقد استقبل "الأعرجي" وفدًا أميركيًا رفيعًا برئاسة مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب جوزيف كينت، وبحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد جوشوا هاريس.
وشهد اللقاء، بحث تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة بما يخدم ويعزز المصالح المشتركة، إلى جانب بحث استمرار التعاون المشترك وتبادل الخبرات والمعلومات فيما يتعلق بمجال مكافحة الإرهاب.
وأشاد الوفد الأميركي بالحنكة السياسية التي يتعامل بها العراق من خلال تجنبه الخوض في الصراعات الدولية والإقليمية وسعيه لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
بدوره أكد الأعرجي، أن الحكومة العراقية ماضية بالانفتاح على جميع دول العالم، وبما يخدم مصلحة العراق أمنيًا واقتصاديًا ويعزز التعاون في مجال التنمية، مشيرًا إلى أن العلاقة الإستراتيجية مع الجانب الأميركي تخدم البلدين وتعزز المصالح المشتركة.
كما قدم الأعرجي خلال اللقاء، الشكر للدول التي سحبت رعاياها من مخيم الهول، مشيدًا بنجاح المؤتمر الأخير في نيويورك حول هذا الملف، موضحًا أن هدف العراق هو غلق مخيم الهول بالكامل، من أجل استدامة أمن واستقرار المنطقة والعالم.
من جانبه أشاد الوفد الأميركي، بدور الحكومة العراقية في سحب العوائل العراقية من مخيم الهول وتأهيلها وإعادة إدماجها بالمجتمع.
حوار المنامة
وكان الأعرجي قد ألقى كلمة في مؤتمر "حوار المنامة" أكد فيها أن العراق كان في قلب تحد منذ 2003، بعد بروز جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية استغلت فراغ السلطة حينها.
وأضاف "الأعرجي" أن تنظيم داعش الإرهابي احتل ثلث أراضي العراق عام 2014 لكن العراقيين وقفوا صفًا واحدا، فضلًا عن دعم التحالف الدولي والأصدقاء من الدول ونجحنا بتحرير مدننا وإثبات أن العراق دولة وطنية قادرة على الصمود والانتصار.
وقال مستشار الأمن القومي العراقي إن إستراتيجية مكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب ركزت على المعالجة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية لأسباب التطرف. مؤكدا أن العراق أعد إستراتيجية مكافحة الإرهاب (2026- 2030) لتكون مظلة متقدمة تضع العراق في صدارة الدول التي تعتمد نهجا علميا ومؤسساتيًا لمكافحة الارهاب.
وتطرق "الأعرجي" إلى ملف المحتجزين داخل مخيم الهول في شمال شرق سوريا، الذي يضم عشرات الآلاف من النساء والاطفال المرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي وهو يشكل تحديًا كبيرا وقنبلة موقوتة
وأضاف أن العراق تعامل بمسؤولية عالية مع ملف مخيم الهول واستعاد آلاف العائلات العراقية من المخيم وأطلق برامج تأهيل وإدماج، بدعم من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ولفت "الأعرجي" إلى أن العراق يواجه تحديات على مستويات متعددة منها الإرهاب والفضاء السيبراني والإعلام الرقمي، وطرحنا رؤية لمواجهة هذه التحديات. مؤكدًا أن بلاده خرجت من تجربة مواجهة الإرهاب العابر للحدود أكثر صلابة ووعيًا بأهمية التخطيط الإستراتيجي.
دعم بعثة الناتو
وقد التقى "الأعرجي" في العاصمة البحرينية المنامة، رئيس اللجنة العسكرية في حلف الناتو، الأدميرال كافو دراكوني. ووفقا للمكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي، فإن اللقاء جاء على هامش انعقاد مؤتمر "حوار المنامة" في نسخته 21 في البحرين، الذي ناقش الرؤى الجديدة حول تعزيزالأمن الإقليمي وترسيخ السلام والتنمية.
وتناول اللقاء، بحث استمرار التعاون بين العراق وبعثة حلف الناتو، كما استعرض التحديات التي تواجه المنطقة وأهمية تعزيز السلام الإقليمي والدولي.
وقدم "الأعرجي" الشكر لبعثة الناتو في العراق لما تقدمه من مهام تدريبية واستشارية لبناء قدرات القوات العراقية، مؤكدا أن العراق مستمر بالتعاون مع المجتمع الدولي في المجالات الإنسانية والاستشارية وتبادل الخبرات والتجارب.
من جانبه جدد الأدميرال دراكوني، تأكيده لدعم عمل بعثة الناتو في العراق، وفقًا لما يحتاجه من متطلبات في مجالات الاستشارة والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات.








0 تعليق