سرّ "أهل الكساء".. أحمد كريمة يكشف سبب تراجع نصارى نجران عن المباهلة حين رأوا الإمام الحسن .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سلط الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الضوء على المكانة الرفيعة والمتميزة التي حظى بها الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن مكانته كانت محل إجلال وإكبار من كبار الصحابة، ومستمدة من نسبه الشريف ودوره المحوري ضمن أهل الكساء.

​وأكد "كريمة"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أن الإمام الحسن كان محل تبجيل من الجميع، مشيرًا إلى مواقف تاريخية تثبت عظيم منزلته، أولها تقدير الإمام علي، حيث طلب منه أبوه الإمام علي (رضي الله عنه) أن يلقي عليه موعظة، لكن الحسن رفض أدبًا أن يخطب في حضرة أبيه، فاختبأ الإمام علي وراء عمود في المسجد ليسمع خطبته الفذة، وبعد انتهائها، قال الإمام علي مستشهدًا بآية من سورة آل عمران: "ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم"، دلالة على إقراره بعبقرية ابنه، موضحًا أن كبار الصحابة أقروا بمنزلة الحسن؛ فقال عنه أبو بكر الصديق: "بابي، شبه النبي ليس شبيهاً بعلي"، معبرًا عن مدى الشبه الجسدي بينه وبين جده النبي، وفي خلافة عمر بن الخطاب، فُرض عطاء للإمامين الحسن والحسين يُعادل 5000 درهم، وهو نفس العطاء المخصص لأهل بدر، دلالة على منزلتهما العالية، وكان عبدالله بن عباس (ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم) يأخذ بركاب الإمام الحسن والإمام الحسين (يمسك بلجام خيلهما) إجلالاً وتكريماً لهما.

وأوضح أن الأساس الأقوى لمكانة الإمام الحسن هو كونه جزءاً من "أهل الكساء" أو "أهل العباء"، في إشارة إلى الواقعة الشهيرة التي زادت مكانتهم الدينية، فعندما قدم نصارى نجران للقاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعرض عليهم الإسلام فترددوا، دعاهم النبي إلى المباهلة (كما ورد في سورة آل عمران: ندعو أبناءنا ونساءنا وأنفسنا ثم نبتهل)، وقام النبي بإحضار الإمام علي، والسيدة فاطمة الزهراء، والإمام الحسن، والإمام الحسين، وألقى عليهم الكساء (الرداء)، وقال: "اللهم إن هؤلاء أهلي أُباهل بهم"، وقال كبير بطارقة نجران لمن معه عند رؤية هذه الوجوه النورانية: "والله إني أرى وجوهاً لو سألوا الله تعالى أن يزيل الجبال لأزالها إكراماً لهم، لا تباهلوهم"، وبالفعل تراجعوا عن المباهلة.

ولفت إلى أنه في واحدة من أعظم اللحظات التي عكست رؤية الإمام وحبه لوحدة المسلمين، وبعد معركة صفين وتزايد المشاكل وتجنيد معاوية بن أبي سفيان للأتباع عبر المال والدهاء، قرر الإمام الحسن التنازل عن الخلافة، وأرسل الإمام الحسن إلى معاوية طالبًا التنازل طواعية عن الإمامة (الخلافة)، لكنه أرفق هذا التنازل بشرط واضح، وهو: أن تعود الخلافة إلى بني هاشم مرة أخرى بعد موتك، موضحًا أن التركيز على التنازل فقط دون ذكر الشرط يُعد نقصًا وخطأً في سرد هذه الواقعة التاريخية التي كان هدفها الأعلى هو حقن دماء المسلمين وتوحيد الصف.

أخبار ذات صلة

0 تعليق