أعلنت ثلاثة من أكبر خطوط الطيران في الولايات المتحدة إلغاء مئات الرحلات في وقت تستعد فيه هيئة تنظيم الطيران الفيدرالية لتقليص القدرة الاستيعابية في عشرات المطارات الأمريكية بسبب نقص الموظفين خلال فترة الإغلاق الحكومي.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن خطوط طيران "يونايتد إيرلاينز" أعلنت أنها ستلغي 4% من رحلاتها المقررة الجمعة والسبت الأحد، لافتة إلى أن ذلك يمثل إلغاء ما يقرب من 200 رحلة اليوم الجمعة.
من جانبها، أعلنت شركة "أميركان إيرلاينز" أنها ستلغي 220 من رحلاتها المقررة في أيام من الجمعة حتى الإثنين، وهو ما يمثل أيضاً إلغاءً بنسبة 4%. وقالت خطوط طيران "دلتا إير لاينز" إنها ستلغي نحو 170 رحلة مقررة اليوم الجمعة.
كما أعلنت شركة "ألاسكا إير"، خامس أكبر خطوط طيران في الولايات المتحدة، أنها بدأت في عمليات إلغاء "لعدد محدود من الرحلات" يوم الجمعة.
يأتي إلغاء الرحلات بين خطوط الطيران في وقت أكد فيه منظمو الطيران في الولايات المتحدة أن المطارات التي تخدم مدناً مثل نيويوروك، ولوس أنجليس، وواشنطن، ودالاس/ فورث وورث، وميامي، وسياتل ستخضع لقيود على قدراتها الاستيعابية لتخفيف عبء العمل على مراقبي الحركة الجوية.
وأفادت "هيئة الطيران المدني" بأن رحلات الطيران الدولية سوف تستثنى من الخفض الذي سيركز بدلاً من ذلك على المسارات الإقليمية.
ومن المقرر أن تُخفض الرحلات في المطارات على مراحل بدءاً من 4 في المائة في 7 نوفمبر، إلى أن تصل إلى 10 في المائة بحلول 14 نوفمبر.
وقالت "فاينانشيال تايمز" إن تخفيضات الرحلات وطاقة المطارات تمثل أول ارتباكات واسعة النطاق تضرب خطوط الطيران نتيجة للإغلاق الحكومي.
وذكرت خطوط طيران "أمريكان"، و"دلتا"، "يونايتد" في بياناتها إنها تتوقع أن تتمكن من تشغيل غالبية رحلاتها وأن مساراتها ورحلاتها الدولية البعيدة لن تتأثر.
وأفاد وزير النقل الأمريكي، شين دافي، بأنه قبل حدوث الإغلاق الحكومي كانت صناعة المراقبة الجوية تعمل بنقص في عمالتها يصل إلى نحو 2000 شخص.
وقال إن بعض مراقبي الحركة الجوية لا يحضرون إلى مراكز عملهم وبدلاً من ذلك ينخرطون في "وظائف جانبية" للوفاء باحتياجاتهم المالية الأسرية ما يزيد من الضغط على الموارد البشرية المتاحة للعمل في أبراج المراقبة الجوية في أنحاء الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يزداد التأثير المالي على خطوط الطيران في الولايات المتحدة إذا استمر الإغلاق الحكومي مقترباً من إجازة عيد الشكر وموسم الانتعاش التقليدي للسفر في مثل هذا الوقت من العام.
وترى محللة حركة الطيران في مؤسسة "رايموند جيمس"، سافانثي سايث، أن شركات الطيران كانت في فترة "الموسم الأدنى"، لذا فإن "قدرتها على إعادة استيعاب المسافرين تكون أعلى، لا سيما بالنسبة لخطوط الطيران التي لديها عمليات مهمة" في مطارات متضررة.
وقالت سايث في بيان: "في المقابل، لا نتوقع سوى مخاطر محدودة على الأرباح بشرط ألا يمتد الإغلاق ليشمل فترة السفر خلال عيد الشكر".
وصرحت شركة "إير فرانس- كيه إل إم"، في وقت سابق، اليوم الخميس، بأن تخفيضات إدارة الطيران الفيدرالية سيكون لها تأثير محدود فقط، لأنها تقتصر إلى حد كبير على الرحلات الداخلية.
ويقول الرئيس التنفيذي للشركة، بن سميث، "من المقرر أن تسير الرحلات الدولية كالمعتاد اعتباراً من اليوم".
ومع ذلك، يقول محلل خطوط الطيران في مصرف "باركليز"، أندرو لوبينبرج، إن تخفيض الحركة الجوية "من المحتمل أن يكون له تأثيرات غير مباشرة" على شركات الطيران الأوروبية "نظراً لقيام خطوط الطيران الأمريكية بخفض عملياتها المحلية في مواجهة مشكلات مراقبة الحركة الجوية".
كان رئيس شركة "لوفتهانزا"، كارستين سبوهر، قد حذر في بداية الإغلاق الحكومي أن شركته سجلت تراجعاً في أعداد الركاب الذين يستقلون رحلات ربط داخل الولايات المتحدة قبيل تحليقها إلى أوروبا.


















0 تعليق