في الوقت الذي تستعد فيه مصر للافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، ذلك الحدث الذي يعيد إلى الأذهان عظمة الحضارة المصرية القديمة ويجذب أنظار العالم نحو الأهرامات وهضبة الجيزة، يؤكد الخبير الأثري مجدي شاكر أن المصريين المعاصرين هم الامتداد الحقيقي لأجدادهم، وأن الحضارة المصرية لم تكن يومًا فصلًا منقطعًا عن حاضر هذا الشعب.
مجدي شاكر: نحن مصريون فقط.. ولقب “فرعون” لم يكن حكرًا على ملوك مصر
أكد كبير الآثريين مجدي شاكر أن المصريين هم شعب واحد منذ القدم، ولا يوجد ما يسمى بـ”المصريين القدماء”، موضحًا أن «نحن مصريون فقط، ولسنا فرعًا من أحد، بل نحن أبناء أجدادنا، امتداد طبيعي لحضارة متواصلة الجذور عبر التاريخ».
وأوضح شاكر أن كلمة فرعون لم تكن في الأصل لقبًا خاصًا بملوك مصر، بل ظهرت في الدولة الحديثة كأحد الألقاب الملكية، مشيرًا إلى أن البعض يفسرها بأنها مشتقة من كلمة بر- عا وتعني “البيت العظيم”، فيما يرى آخرون أنها كانت تطلق على أحد ملوك الهكسوس.
وقال الخبير الأثري إن «الحضارة المصرية هي حضارة المصريين، وليست حضارة الفراعنة»، موضحًا أن لقب فرعون لم يكن موجودًا في البدايات، وإنما ظهر متأخرًا نسبيًا.
وأضاف شاكر أن الحضارة المصرية القديمة مليئة بالأسرار، بدءًا من التحنيط، وسر البناء، ونقل الأحجار، وحتى المحافظة على الأجساد بعد آلاف السنين.
وأكد أن كل موقع أثري في مصر يحمل لغزًا جديدًا، سواء في طريقة الدفن، أو بناء المقابر، أو رفع الأحجار الضخمة، أو نحت التماثيل، أو صناعة الذهب، متسائلًا بإعجاب: «إزاي عرفوا خواص الدهب وطرق تصنيعه بدقة مذهلة؟».
وأشار إلى أن المصريين القدماء بلغوا القمة في كل مجالات المعرفة، خاصة في الفلك والطب والصيدلة والهندسة، واستطاعوا تحديد اتجاهات المقابر والمعابد على خطوط طول وعرض دقيقة للغاية، مما يعكس عمق علمهم وإتقانهم.
وقال شاكر: «كل ما يتعلق بالمصريين القدماء مليء بالألغاز، وحتى الآن لم نصل إلى رأي قاطع في كثير من أسرارهم، ما زالت هناك نظريات متعددة، وكل باحث له تفسيره، دون أن يوجد اتفاق نهائي، وده في حد ذاته دليل على عبقرية المصري القديم».















0 تعليق