شهدت شوارع وميادين مدينة قنا، مساء اليوم، حالة من البهجة والسعادة بين المواطنين، تزامناً مع انطلاق كرنفال افتتاح مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية في دورته الأولى، والذي جاب الشوارع وسط أجواء احتفالية مبهرة أعادت إلى الأذهان روح الأصالة والهوية الصعيدية.
فمنذ اللحظات الأولى لانطلاق الكرنفال أمام ديوان عام المحافظة، احتشد المئات من المواطنين على جانبي الطرق لمتابعة العروض الفنية والاستعراضية التي قدمتها فرق الفنون الشعبية، وسط تصفيق حار وهتافات معبرة عن الفخر بالتراث القنائي العريق.
فرحة وأجواء احتفالية
أعرب العديد من الأهالي عن سعادتهم بتنظيم المهرجان لأول مرة في المحافظة، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تسهم في إبراز الوجه الحضاري والثقافي لقنا، وتمنح الشباب والأطفال فرصة للتعرف على الفنون الشعبية التي تمثل جزءاً من الهوية القنائية.
وقال محمد عبد الستار، أحد أهالي مدينة قنا، إن الكرنفال أضفى أجواء من البهجة في الشوارع، مشيراً إلى أن مشاركة فرق الفنون الشعبية والرقص بالحصان أعادت للمدينة ملامحها التراثية الأصيلة.
بينما أوضحت أميرة علي ابراهيم، إحدى الحاضرات، أن المهرجان يمثل حدثا طال انتظاره في قنا، لأنه يعكس تراث المحافظة ويجمع بين الفن والإبداع الشعبي في مشهد حضاري مميز.
وأكد عدد من الشباب المشاركين في الفعاليات أن المهرجان فرصة لإظهار ما تمتلكه قنا من طاقات فنية وتراثية تستحق الدعم والترويج، معربين عن فخرهم بتمثيل محافظتهم في حدث وطني يجمع بين الأصالة والإبداع.
وأشار أحمد حسن، من فرقة قنا للفنون الشعبية، إلى أن المشاركة في الكرنفال شرف كبير، لافتاً إلى أن الجمهور تفاعل بشكل كبير مع العروض، ما يعكس تعطش المواطنين لمثل هذه الأنشطة الثقافية.
الموروث القنائي في قلب الحدث
كما حرص عدد من كبار السن والحرفيين على متابعة الموكب الفني، مؤكدين أن المهرجان يمثل رسالة للحفاظ على الموروث الشعبي من الاندثار، خاصة في ظل تراجع الاهتمام بالحرف اليدوية خلال السنوات الأخيرة.
وقال عبد الرؤوف محمود، حرفي من قرية دندرة، إن المهرجان خطوة مهمة لإحياء التراث الشعبي ودعم الحرفيين الذين يمثلون ذاكرة قنا الثقافية، موجهاً الشكر لمحافظ قنا والقائمين على التنظيم على هذا الحدث المميز.
ختام مبهج وبداية واعدة
واختتم الكرنفال فعالياته في ميدان المحطة وسط تصفيق حاد من الحضور الذين عبروا عن فخرهم بما شاهدوه، مؤكدين أن المهرجان أضفى لمسة جمالية على المدينة، وخلق حالة من الفرح الجماعي والوحدة بين أبناء قنا.
وبين مشاهد الفلكلور وألوان الزي الشعبي وأصوات الطبول، بدت قنا في أبهى صورها، لتعلن انطلاق صفحة جديدة من الاهتمام بالتراث والفنون التي تعكس حضارة الجنوب وثراء ثقافته المتجددة.





















0 تعليق