تهديد ترامب العسكري يشعل الجدل بين واشنطن وأبوجا.. نيجيريا ترفض اتهامات "الاضطهاد الديني" وتؤكد التزامها بالدستور .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية على نيجيريا عاصفة من الجدل الدبلوماسي والسياسي، بعدما اتهم حكومة أبوجا بـ"السماح بقتل المسيحيين" في البلاد.

نيجيريا ترد

وردت نيجيريا سريعا، على لسان وزير خارجيتها يوسف توغار، مؤكدة أن دستور البلاد "لا يسمح بأي شكل من أشكال الاضطهاد الديني"، ومشددة على أن الحرية الدينية وسيادة القانون هما من المبادئ الراسخة في الدولة الإفريقية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.

جاءت تصريحات توغار خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، حيث نفى بشكل قاطع صحة الادعاءات التي رددها ترامب على منصات التواصل الاجتماعي، والتي زعم فيها أن "المسيحيين يقتلون بأعداد كبيرة جدًا" في نيجيريا.

وأضاف الوزير أن الحكومة النيجيرية لا يمكن أن تدعم أي اضطهاد ديني، محذرًا من "محاولات تقسيم نيجيريا على أسس دينية أو قبلية"، ومشيرًا إلى تجربة السودان كمثال مأساوي على نتائج التحريض الطائفي.

صراعات معقدة يغذيها الفقر

وتنقسم نيجيريا تقريبا إلى نصفين بين شمال ذي أغلبية مسلمة وجنوب ذي أغلبية مسيحية، وتشهد منذ سنوات صراعات معقدة يغذيها الفقر والتوتر العرقي والتنافس على الموارد. ويؤكد الخبراء أن هذه النزاعات تودي بحياة مسلمين ومسيحيين على حد سواء، ما يجعل الحديث عن "استهداف طائفة بعينها" تبسيطا مخلا للواقع.

صدمة في البنتاجون

لكن تغريدات ترامب الأخيرة قلبت أولويات واشنطن وأحدثت صدمة داخل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

 فبحسب مصادر نقلتها وكالة رويترز، فوجئ مسؤولون عسكريون بأوامر الرئيس المفاجئة التي طالبتهم بـ"الاستعداد لعمل محتمل ضد نيجيريا". 

أحد المسؤولين قال ساخرًا: "نكتشف مثل هذه الأوامر في الوقت نفسه الذي يقرأها العالم على وسائل التواصل".

التهديدات العسكرية جاءت بعد يوم واحد فقط من إدراج إدارة ترامب نيجيريا على قائمة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" في ما يتعلق بانتهاك الحريات الدينية، وهو قرار فسر بأنه استجابة لضغوط من جماعات إنجيلية نافذة في الداخل الأمريكي، وعلى رأسها القس غاري باور الذي قال إنه "من الطبيعي أن يتحرك الرئيس عندما يرى المسيحيين يُقتلون بلا رادع".

ورغم أن ترامب لم يعلن عن خطة واضحة، فقد لمح إلى إمكانية شن غارات جوية أو حتى نشر قوات برية، رغم أن نيجيريا تبعد أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر عن القاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتي، ما يجعل أي تدخل مباشر أمرا معقدا من الناحية اللوجستية والاستخباراتية.

تنظيمات تستهدف الدولة

من جهتها، نفت الحكومة النيجيرية أن تكون الهجمات التي تنفذها جماعات مثل بوكو حرام أو داعش-ولاية غرب إفريقيا موجهة ضد المسيحيين وحدهم، مشيرة إلى أن هذه التنظيمات "تستهدف الدولة النيجيرية ككل" وتقتل من جميع الطوائف.

ويرى مراقبون أن هذه الأزمة تكشف عن التوتر المتجدد بين واشنطن وأبوجا، وتعيد إلى الواجهة سؤالا حساسا حول استخدام ملف "الاضطهاد الديني" كأداة سياسية في العلاقات الدولية. فبينما تصر نيجيريا على أن مشاكلها داخلية ومعقدة الجذور، يبدو أن إدارة ترامب السابقة كانت تسعى لتوظيف البعد الديني في سياساتها الخارجية لكسب تأييد قواعدها اليمينية والدينية في الداخل.

وبينما تستمر نيجيريا في مواجهة تحديات أمنية واقتصادية وإنسانية ضخمة، يبقى الخطر الحقيقي كما يقول وزير خارجيتها ـ في أن "يعاد إنتاج سيناريوهات الانقسام التي مزقت دولًا إفريقية أخرى تحت شعارات الدين والعرق".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق