أعرب الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين، عن بالغ القلق تجاه التطورات المتسارعة في مالي، مؤكدًا أن سيطرة عناصر متطرفة تابعة لتنظيم القاعدة على أجزاء من العاصمة باماكو تمثل "منعطفًا خطيرًا" لا يهدد الأمن الداخلي المالي فحسب، بل يمتد تأثيره إلى دول المغرب العربي وشمال إفريقيا بأكملها.
أحداث مالي
وأضاف حسين، أن ما يحدث في مالي ليس مجرد تحرك ميداني معزول، بل محاولة ممنهجة لإعادة تشكيل خريطة النفوذ الإرهابي في منطقة الساحل، بما يسمح بخلق ممر جغرافي يربط بين بؤر التطرف في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وصولًا إلى حدود الجزائر وليبيا وموريتانيا، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي في المنطقة.
وأكد أن خطورة هذا التطور لا تقتصر على العمليات الإرهابية وحدها، بل تشمل تداعيات واسعة مثل تهديد طرق التجارة الدولية، وخلق موجات نزوح بشري، وتغذية شبكات الجريمة المنظمة، وعلى رأسها تهريب السلاح والبشر والمخدرات، محذرًا من أن المنطقة قد تواجه "تهديدًا أمنيًا مركبًا" يصعب احتواؤه إذا استمر التراجع في الدور الدولي والإقليمي تجاه مالي.
وأردف حسين قائلًا، إن دول المغرب العربي مطالبة اليوم بإدراك أن ترك مالي تسقط في يد تنظيم القاعدة يعني اقتراب التهديد من عمقها الاستراتيجي، مشددًا على أن الأمن القومي لم يعد مرتبطًا فقط بالحدود الجغرافية، بل بطبيعة القوى المسيطرة على مناطق التماس جنوب الصحراء.
واختتم مؤكدا أن ما يجري في باماكو يجب أن يُعامل كإنذار مبكر، داعيًا إلى تحرك مشترك يشمل التعاون الاستخباراتي، ودعم الاستقرار السياسي والأمني داخل مالي، قبل أن تتحول الأزمة إلى واقع مفروض يصعب تغييره لاحقًا.












0 تعليق