في مشهد مهيب يجمع بين الجمال والرهبة، تستقبل مدينة الأقصر حدثا فلكيا استثنائيا، يُعد من أبرز أحداث القرن الحالي، عندما يُظلم النهار جزئيًا تحت تأثير كسوف شمسي كلي نادر، في بداية شهر أغسطس 2027، في ظاهرة لن تتكر قبل مرور أكثر من ثمانين عامًا.
سحر الكون في سماء مصر.. الأقصر أفضل موقع لمشاهدة الكسوف
ويلقى الحدث المرتقب اهتمامًا كبيرًا من علماء الفلك ومحبي الظواهر الكونية، إذ يستمر لمدة 6 دقائق و23 ثانية، وهي الفترة الأطول من نوعها وغير مسبوقة في الظواهر الفلكية الحديثة، ما يمنح العلماء إمكانية أوسع لإجراء قياسات دقيقة وتحليل ظواهر يصعب رصدها في الحالات الأقصر زمنًا.
ولا تقتصر روعة المشهد على الأقصر وحدها، فواحة سيوة ستوفر تجربة هادئة في قلب الصحراء، حيث سيستمر الكسوف الكلي هناك لأكثر من خمس دقائق وسط أجواء طبيعية خلابة، إضافة إلى مدينتا إدفو وكوم أمبو، فستشهدان أيضا كسوفا كاملا يدوم أكثر من خمس دقائق، لتصبح مصر بأكملها وجهة مثالية لعشاق الفلك من حول العالم.
كيف يحدث الكسوف الكلي للشمس؟
ويحدث الكسوف الكلي للشمس عندما يصطف القمر تمامًا بين الأرض والشمس، فيحجب ضوءها كليا لبضع دقائق، لتغرق السماء في ظلام النهار، وتظهر هالة الشمس المتوهجة في منظر يخطف الأنفاس، وعلى الرغم من أن الشمس أكبر من القمر بنحو 400 مرة، فإن المسافة بينهما تجعل القرصين يبدوان متساويين في الحجم تقريبًا، ما ينتج عنه هذا التأثير البصري المذهل.
ووصف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، هذا الكسوف بأنه «الحدث الفلكي الأبرز في القرن»، موضحًا أنه ليس مجرد مشهد بصري ساحر، بل فرصة علمية فريدة لدراسة الهالة الشمسية وسطح الشمس، ومتابعة حركة القمر في مداره وتأثيره على الغلاف الجوي للأرض، مضيفًا أن طول مدة الكسوف يمنح العلماء إمكانية أوسع لإجراء قياسات دقيقة وتحليل ظواهر يصعب رصدها في الحالات الأقصر زمنًا.
ومن المتوقع أن تستقطب الظاهرة آلاف الزوار من حول العالم، في ما يُشبه السياحة الفلكية، إذ تُعد السماء الصافية فوق مصر عامل جذب مثالي لمشاهدة الكسوف دون عوائق، ومع اقتراب موعده، تتأهب المؤسسات العلمية والسياحية لتوفير برامج خاصة تجمع بين المعرفة الفلكية والتجربة البصرية الفريدة.
اقرأ أيضاً
كسوف الشمس 2025.. حدث فلكي فريد يستمر لأكثر من 4 ساعات اليوميرى بهذه الدول.. الكرة الأرضية على موعد مع كسوف جزئي للشمس اليوم
0 تعليق