لا نستبعد عن الفراعنة شيئا، فمن دراسات أشارت إلى صعودهم الفضاء، إلى دراسات تكشف اليوم أنهم عرفوا طقوس الحج، قبل ظهور الدين الإسلامي، وأيضا عرفوا كرسي الاعتراف قبل ظهور المسيحية أيضا، هذا ما كشفه بحث علمي مميز للدكتورة ماجدة أحمد عبد الله، أستاذة التاريخ وآثار مصر والشرق الأدنى القديم ورئيسة قسم التاريخ سابقًا، خلال الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر كلية الآداب جامعة كفر الشيخ، من خلال عرض بعنوان "طقس المقعد الخالي في3 مقابر بطيبة".
ركز البحث على دراسة طقس غامض ومثير للدهشة، ظهر في 3 مقابر بطيبة:
مقبرة تخص أمنحتب سا أس، الكاهن الثاني لآمون في عصر تحتمس الرابع.
مقبرة تخص خع أم حات المدعو محو، الكاتب الملكي والمشرف على صوامع مصر العليا والسفلى في عهد أمنحتب الثالث.
ارشيفية
مقبرة أخرى تخص نب أم ماعت، خادم في مكان الحق بطيبة الغربية في عهد الرعامسة.

وتناولت الدكتورة ماجدة أحمد عبد الله بحثًا عرض مناظر تظهر في مقابر طيبة طقسًا يُؤدى أمام مقعد خالٍ، حيث كشف البحث أن هذا الطقس لم يكن مجرد شكل شعائري، بل كان طقسًا ذا دلالة رمزية وروحية عميقة تعكس فكرة مرتبطة بالحضور الرمزي للمتوفى ومتابعة أثره في الحياة الأخرى.
وأظهرت الدراسات الأثرية أن طقوس المقعد الخالي كانت تُمارس بعد رحلات الحج إلى أبيدوس، وهو موقع مقدس لعبادة الإله أوزيريس، حيث كان الحج جزءًا من الطقوس التي تعزز صلة المتوفى بالآلهة وحقه في الحياة بالعالم الآخر.
وأكد البحث أيضًا أن وجود المقعد الخالي في المقابر الثلاث يشير إلى وجود كاهن جنائزي يُؤدى طقوس التطهير أمام المقعد، وكأن المقعد يمثل المتوفى الغائب، وهو ما يتوافق مع الممارسات الدينية المصرية القديمة التي تهدف إلى ضمان استمرارية الروح والذكرى والتخليد والتطهر للأموات لدى المصريين القدماء.
وأشاد رؤساء الجلسة العلمية بالبحث، مؤكدين أنه يقدم إضافة قيمة للمكتبة الأثرية والتاريخية، ويكشف أبعادًا جديدة لفهم الطقوس الدينية في مصر القديمة، كما أعربوا عن تقديرهم لجهود الدكتورة ماجدة في الجمع بين التحليل الرمزي والدراسة الميدانية، مؤكدين أن البحث يشكل مرجعًا مهمًا للباحثين في مجال التاريخ والآثار المصرية القديمة.
ترأست الجلسة العلمية كل من الدكتور وليد البحيري، عميد كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، والدكتور عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بجامعة الإسكندرية، والدكتورة آيات شمس، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث.

ويأتي المؤتمر تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، والدكتور إسماعيل إبراهيم، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتور وليد البحيري، رئيس المؤتمر، والدكتور حسام المسيري، مقرر المؤتمر، والدكتورة آيات شمس الدين، أمين المؤتمر.


















0 تعليق