أكد المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن تجربة الإعلام الحر والمسئول لا تنفصل عن مؤسسات الدولة، بل تتكامل معها في تحقيق المصلحة الوطنية، مشيرًا إلى أن الإعلام ركيزة أساسية في دعم المسار الديمقراطي وتعزيز الوعي العام.

وأشار وزير الشئون النيابية - خلال مشاركته مساء اليوم الأربعاء في الاحتفال بمرور مائة عام على صدور مجلة «روز اليوسف» إلى أن هذا الاحتفال يمثل مناسبة وطنية كبرى، للاحتفاء بصحافة حملت على عاتقها منذ نشأتها رسالة التنوير والفكر الحر والمسئول.

وأعرب الوزير عن سعادته بالمشاركة في احتفال بمئوية مؤسسة وطنية بحجم «روزاليوسف»، مؤكدا أنها لم تكن هذه المؤسسة مجرد مجلة، بل كانت وما زالت مدرسة وطنية كبيرة، شكّلت أجيالًا وأسهمت في ترسيخ قيم التنوير والمجتمع.

وأوضح أن صفحات «روزاليوسف» كانت وما تزال منبرًا يعبر عن إرادة مصر الحرة، منوها بأنه على صفحات روزاليوسف تجسدت إرادة مصر في التعبير عن نفسها بحرية ومسئولية، وفي مقالاتها وكتاباتها تَجسّد الوعي السياسي والاجتماعي والفني الذي أنضج وجدان الأمة عبر عقود طويلة، لم تكن مجرد مطبوعة صحفية، بل كانت ضميرًا وطنيًا ناطقًا باسم التنوير والعقل المصري الحر."

ولفت وزير الشئون النيابية، إلى أنه منذ أن أسستها السيدة فاطمة اليوسف، قبل قرن من الزمان، حملت المؤسسة لواء الفكر والحرية، وقدمت نموذجًا راقيًا للصحافة الجادة والمسئولة، فكانت مدرسة للوطنية الصادقة، والأدب الرفيع، والفن الأصيل، والتحليل السياسي الرصين.

وأشار إلى أن مؤسسة روزاليوسف شهدت أحداثًا جسيمة وساهمت في تشكيل الوعي المصري على مدى أجيال.. قائلًا:"هذه المؤسسة التي وُلدت في أحلك فترات التاريخ السياسي المصري وواجهت بشجاعة الكثير من التحديات، استطاعت أن تبقى بعد مئة عام رمزًا للقدرة على التجدد والتطور دون أن تفقد هويتها أو رسالتها."

وأكد المستشار محمود فوزي، أن الدولة بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا متزايدًا بتعزيز حرية الصحافة في إطار من المسئولية الوطنية، وبناء إعلام وطني واعٍ قادر على دعم الدولة في معركتها من أجل التنمية والاستقرار.

وأضاف: أن الاحتفال بمئوية روزاليوسف ليس مجرد استدعاء للماضي، بل انطلاقة نحو مستقبل إعلامي أكثر وعيًا وتأثيرًا، يرتبط بالتنمية المستدامة، ويعزز المشاركة السياسية، ويجعل من الإعلام الوطني قوة ناعمة تساند الدولة في بناء الوعي الجمعي ومواجهة تحديات العصر الرقمي والمعلوماتية.

كما أكد الوزير، أن وزارة الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي تؤمن بأن الإعلام المستنير والتشريع الرشيد وجهان لعملة واحدة، مشددا على أهمية دور المؤسسات الصحفية في نقل الحقيقة وتأسيس ثقافة الحوار الموضوعي المبني على المعرفة والاحترام المتبادل، وهي القيم التي تمثل جوهر العمل السياسي والتشريعي في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن.

وفي ختام كلمته، وجّه المستشار محمود فوزي، التحية والتقدير إلى مؤسسة روزاليوسف قيادةً وصحفيين وإعلاميين، لما قدموه خلال مئة عام من عطاء وطني وفكر مستنير أسهم في إثراء الحياة السياسية والثقافية المصرية.

من جانبه، قال رئيس تحرير «روزاليوسف» الكاتب الصحفي أحمد إمبابي، إن روزاليوسف تمثل جزءًا من تاريخ مصر بما تحمله من سياسة وثقافة وفن، وكانت دائمًا مدرسة رائدة في الصحافة المصرية والعربية.

وأضاف أنه يقف بفخر متحدثًا في احتفال برعاية رئيس مجلس الوزراء عن تاريخ المجلة، خلال شهر أكتوبر الذي شهد أهم انتصارات مصر، وفي مقدمتها نصر أكتوبر المجيد، وانتصار قمة شرم الشيخ التي قادها السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار إلى أن فاطمة اليوسف حين أصدرت المجلة لم تكن تملك شيئًا، لكنها ناضلت حتى أصبحت المؤسسة الصحفية الكبرى التي نراها اليوم، معتبرًا المئوية عيدًا للحرية، موضحًا أنه تولى رئاسة تحرير المجلة منذ خمسة أشهر فقط، وكانت مهمته إعادة مجدها من خلال سلسلة من الإصدارات الفنية والسياسية وفتح حوارات مع كبار الكتاب، لافتًا إلى إعداد خمسة إصدارات خاصة بمئوية المجلة.

واستهل الاحتفال بكلمة افتراضية لمؤسِّسة المجلة السيدة روز اليوسف، بتقنية الذكاء الاصطناعي، أكدت خلالها أن فكرة المجلة بدأت منذ مائة عام حين قررت أن يكون للفن رأي وللكلمة موقف، مشيرة إلى أنها لم تتخيل أن تصل المجلة إلى مئويتها، لكنها آمنت بأن الفكرة القوية لا تموت، وأن المبادئ تبقى حية.. وأوضحت أن المئوية ليست احتفالًا بماضٍ مضى، بل عهد لمستقبل جديد، داعيةً إلى أن يكون التاريخ منطلقًا لا قيدًا، وأن يظل الصحفيون مختلفين وجريئين ومنحازين للإنسان والحق.

وتضمن الحفل عرض فيلم تسجيلي يوثق تاريخ المجلة الحافل بالمعارك الصحفية والتحقيقات الميدانية والحوارات الكبرى والرسائل النادرة، فضلًا عن التغطيات الفنية والثقافية والسياسية التي شكّلت جزءًا من ذاكرة الصحافة المصرية والعربية. كما تحدث عدد من رؤساء التحرير السابقين عن أبرز القضايا الصحفية التي خاضتها المجلة عبر تاريخها.

وانطلقت فعاليات احتفالية مؤسسة روزاليوسف بمئوية المجلة، التي صدر عددها الأول في 25 أكتوبر 1925، بحضور عدد من الوزراء والسياسيين وكبار الكتاب وقيادات الهيئات الإعلامية ورؤساء التحرير.

واستقبل المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وهبة صادق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف، والكاتب الصحفي أحمد إمبابي، ضيوف الاحتفالية من الوزراء والقيادات الإعلامية والصحفية، حيث تفقد الحضور معرض إصدارات المؤسسة الذي يجسد مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والإبداعي والوطني.

من حضر الحفل؟

حضر الحفل: وزير شئون مجلس النواب والشيوخ والاتصال السياسي، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إلى جانب ممثلين عن دار الإفتاء والكنيسة المصرية، وإبراهيم صابر، محافظ القاهرة.. فضلا عن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأعضاء الهيئة، وهبة صادق رئيس مجلس إدارة روز اليوسف والكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد.

كما شارك في الاحتفال الكاتب الصحفي أحمد كمال، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وخالد البلشي، نقيب الصحفيين، والدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، والكاتب الصحفي سمير عمر، رئيس القطاع الإخباري بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والدكتور أحمد محمود، رئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، والدكتور مصطفى الفقي، والإعلامي مصطفى بكري، وكرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام السابق، وعبد المحسن سلامة، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وحسين الزناتي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، والدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، وعدد من رؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية.

يذكر أن مجلة روزاليوسف توثق في صفحاتها تاريخًا ممتدًا من المعارك الصحفية والتحقيقات والحوارات الكبرى، والتغطيات الفنية والثقافية والسياسية، التي أسهمت في تشكيل جزء أصيل من ذاكرة الصحافة المصرية والعربية.

اقرأ أيضاً
«100 سنة صحافة».. روزاليوسف تُشعل ذاكرة الوطن باحتفالية القرن | صور

مصطفى بكري يهنئ الزميلتين آلاء حمزة وهبة المرمي بفوزهما في مسابقة الصحافة المصرية