يتساءل عدد كبير من الناس عن حكم تقديم الصدقة إلى المتوفى وهل يصل ثوابها إليهم، حيث يبحث كثيرون عن أفضل صدقة للميت ولكن يدور جدل كبير بين كثيرين حول حقيقة وصول ثواب الصدقة التي نقدمها للميت، ولتوضيح حقيقة الأمر حسمت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى هذه المسالة الفقهية، وفي السطور التالية نتعرف على حكم المسألة.
حقيقة وصول ثواب الصدقة التي نقدمها للميت
أجابت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن كل ما يخرجه الإنسان من صدقة للميت ويقول: "اللهم اجعل ثواب ما فعلت يصل إلى الميت"، فإن ثوابه يصل بإذن الله للمتوفى، وهو رأي جمهور الفقهاء.
وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، في تصريحات تلفزيونية، إن الصدقة هنا تطوعية وليست زكاة مفروضة، لأن الزكاة لها نصاب وشروط محددة، بينما الصدقة يمكن إخراجها بأي مقدار، ويُحتسب لها الثواب عند الله ويصل للميت.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن هذه الأعمال التطوعية والدعاء للميت تعتبر صدقة نافعة، مؤكدة أهمية النية الصالحة في إخراج الصدقات والدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة.
أفضل صدقة للميت
وكان الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قال إن كل خير يفعله الانسان بنية انه يطلب هبة ثوابه للمتوفى؛ فإن الله كريم يصل به اليه.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن أفضل صدقة للميت غير سقيا الماء هي علاج المرضى والمساهمة فى المشروعات الخيرية ومنها المستشفيات، مشيرا إلى أنه إذا صدق الإنسان في فعله فكل خير يصل مثل أجره للميت.
أفضل صدقة للميت جارية
- سقاية الماء فهي من أفضل الصدقات عند الله؛ لما جاء في الحديث النبويّ عن سعد بن عبادة أنّه قال: «يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم، قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ»، والعِبرة ليست في السُّقيا فقط، وإنّما في كلّ شيء يحتاج إليه الناس.
- الصدقة على الأقارب، وذوي الأرحام الذين يُضمرون العداوة للإنسان وفي الحديث: «أفضلُ الصدقةِ الصدقةُ على ذي الرَّحِمِ الكاشِحِ»، والصدقة على الأقارب وأولي الأرحام تكون بشكل عامّ، قال -عليه الصلاة والسلام-: «إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ».
وقال -تعالى-: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ».
- جُهدُ المُقِلِّ وهو مقدار الصدقة التي يُقدّمها المسلم، وتكون مُعبِّرة عن سعة بَذله، وإنفاقه، مقارنة بما يملكه من المال؛ فمن يملك درهمَين فيتصدّق بدرهم واحد يكون بذلك قد تصدّق بنصف ماله، وهذا من أفضل الصدقات، وفي الحديث عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسولَ اللَّهِ! أيُّ الصَّدَقةِ أفضلُ؟ قالَ: «جُهْدُ المقلِّ، وابدَأْ بمَنْ تعولُ».
- الصدقة التي تكون بعد أداء الواجبات والأولويّات وهي الصدقة التي تكون عن ظهر غنى، قال -عليه الصلاة والسلام-: «خيرُ الصَّدقةِ ما كان عَن ظهرِ غنًى ، واليدُ العُليا خيرٌ مِنَ اليدِ السُّفلَى ، وابدأ بمَن تَعولُ».
- الصدقة في حالة القوّة والقدرة فمن يعطي وهو صحيح الجسم، قليل المال، خيرٌ من الذي يُعطي وهو على فراش الموت في حالة الاحتضار، قال -تعالى-: «وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ».
0 تعليق