أشعل جون برينان، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، موجة واسعة من الجدل بعد تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع جريدة "القبس" الكويتية، كشف فيها عن تجارب شخصية عاشها خلال فترة وجوده فى مصر فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى.
فبين ذكريات عمله ومراحل صعوده إلى أحد أعلى المناصب الاستخباراتية فى الولايات المتحدة، اختار برينان أن يروى جانبًا حساسًا أثار ردود فعل غاضبة، بعدما تحدّث بصراحة عن تجربته فى "تدخين الحشيش" أثناء وجوده فى القاهرة.
خلفية عن برينان وتصريحاته
برينان، الذى يعد من أبرز الأسماء التى لعبت أدوارًا محورية فى ملفات الشرق الأوسط داخل وكالة الاستخبارات، تحدث فى المقابلة عن فترة شبابه وتنقله داخل شوارع خان الخليلى وسوق الذهب، مشيرًا إلى أنه جرّب تدخين الحشيش عبر الشيشة أو بمزجه بالتبغ فى السجائر، وذلك بصحبة أصدقاء مصريين وأمريكيين. وأوضح أنه بدأ أيضًا تدخين السجائر خلال تلك المرحلة قبل أن يقلع عنها لاحقًا.
هذه الاعترافات، التى جاءت ضمن سياق روايته لذكرياته وتجربته فى مصر، بدت للبعض محاولة لتقديم صورة "ثقافية" غير دقيقة عن المجتمع المصرى، ولآخرين وسيلة لخلق حالة من الجدل المصاحب لترويج مذكراته الجديدة.
مدير CIA السابق: كنت أدخن الحشيش في مصر وأضعه بالشيشة
• تابع الآن سلسلة جون برينان في الصندوق الأسود حصرياً على شاشا ???? https://t.co/HymbfzohUz pic.twitter.com/9XGoktPXZa
— القبس (@alqabas) https://twitter.com/alqabas/status/1989756450348925181?ref_src=twsrc%5Etfw
الغضب على مواقع التواصل الاجتماعى
بمجرد انتشار تصريحات برينان، امتلأت منصات "إكس" و"فيسبوك" بتعليقات غاضبة ومقاطع ساخرة استُحضرت من أعمال سينمائية شهيرة، أبرزها أفلام لعادل إمام تناولت موضوعات اجتماعية مرتبطة بالتدخين فى إطار كوميدى. وبينما انتشر المزاح سريعًا، لم يستغرق الأمر طويلًا قبل أن تتحول السخرية إلى حالة هجوم مباشر على المسؤول الأمريكى الأسبق.
كتب مستخدم يُدعى أحمد إسماعيل أن ما قاله برينان "تشويه صريح" يختزل المجتمع المصرى فى تصرف فردى لا يمثل عموم المصريين، بينما عبّرت مستخدمة أخرى، سارة محمود، عن استيائها مما وصفته بـ"ازدواجية المعايير"، متسائلة كيف لدولة تُحارب المخدرات داخليًا أن تسمح لمسؤول سابق بأن يصرّح بفخر عن تجربة كهذه.
أما مستخدم ثالث، نور رأفت، فهاجم برينان قائلًا إنه "يحارب الإرهاب بالنهار ويدخن بالليل"، فى تعليق لقى انتشارًا واسعًا.
دلالات الجدل وتأثيره على صورة مصر
ورغم أن تصريحات برينان جاءت فى سياق ذكريات شخصية قديمة، فإن ضخامة التفاعل والغضب المصاحب لها تكشف حساسية المصريين تجاه أى خطاب يبدو وكأنه يسعى لاختزال المجتمع فى مشاهد سطحية أو سلوكيات فردية. ويرى مراقبون أن هذه الحالة ليست جديدة، بل تأتى امتدادًا لنقاش دائم حول كيفية تناول شخصيات غربية مؤثرة لتجاربها فى الشرق الأوسط، وطريقة توظيفها إعلاميًا وسياسيًا.
وبينما تتواصل موجة الجدل، تبقى تساؤلات معلّقة حول ما إذا كان استدعاء برينان لهذه الذكريات مجرد سرد عابر أم خطوة محسوبة للترويج لمذكراته، وما إذا كان ذلك يلقى بظلال غير عادلة على صورة بلد لطالما اشتكى من "النمطية" الغربية فى تصويره.
















0 تعليق