قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك ، إن من السلوكيات التي تركها لنا رسول الله ﷺ، وأمر المؤمن أن يتلبَّس بها، عدمُ المراء والجدالِ بغير علم، والله سبحانه وتعالى يقول: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}، ويقول تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}.
وتابع: وسيدُنا النبي ﷺ ينهانا عن الجدال والمراء بغير علم، لأنه يكون فيه نوعٌ من أنواع البهتان، وفيه نوعٌ من أنواع الكذب، وفيه نوعٌ من أنواع الجهل، فعن كعب بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ» [الترمذي]. حديثٌ في منتهى القوة.
ونوه: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ» يعني: هو لا يريد العلمَ من أجل منفعة البشرية، وعمارة الأرض، وتصحيح عبادة الله، بل يريد أن يُقال عنه إنه عالم، حتى يشاغب العلماء، وحتى إذا جلس في المجالس التفت الناس إليه، إذًا: أين الإخلاص؟ أين النية؟ أين خلوص النية لله سبحانه وتعالى؟ ليس هناك إخلاصٌ، ولا خلوصٌ، ولا نيةٌ صادقة، إذًا يكون مصيره إلى النار.
واسترسل: وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ». ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَذِهِ الآيَةَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [سنن الترمذي]، يريدون المخاصمة، والجدال، والمنازعة، ولا يريدون أن يصلوا إلى الحق الذي هو عند الله، إذًا هناك فرقٌ بين المراء والجدال وبين المناقشة؛ فالمناقشة لابد أن تقوم على علم، ثانيًا: تتغيا الوصول إلى الحق، ثالثًا: تريد الوضوح، وعدم الرياء، وعدم السمعة، بل تريد المنفعة.
وعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلَاهَا» [الترمذي].















0 تعليق