بعد نحو شهر من إعلان قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تموضع قواتها في شمال وشرق سوريا، وذلك ضمن عملية مدروسة ومرتبطة بالظروف الميدانية، بهدف تقويض قدرات تنظيم داعش الإرهابي وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وهو ما ساعد حليفتها المحلية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التابعة للإدارة الذاتية للأكراد في سوريا، في تنفيذ عمليات ناجحة وواسعة ضد التنظيم الإرهابي.
ونجحت "قسد" في تنفيذ العمليات النوعية الناجحة ضد عصابات وخلايا التنظيم الإرهابي، وذلك ما بين إحباط هجوم، وتفكيك الخلايا المختبئة، ومصادرة الذخائر والأسلحة بيد أفراد عصابات التنظيم الإرهابي.
واشنطن تعزز وجودها في سوريا
وتسعى واشنطن لإعادة تموضعها في سوريا بشكل أكبر وأعمق، وهو ما يعزز وجود قواتها في المنطقة بحجة مطاردة تنظيم داعش الإرهابي، إذ أعلنت الإدارة الأمريكية عن استعدادها لتأسيس وجود عسكري في قاعدة سورية بعد التنسيق مع حكومة دمشق الانتقالية.
وتسيطر القوات الأمريكية على الأجواء السورية، فقد أعلنت منذ شهر تقريبا، عن توجه ضربة دقيقة داخل الأراضي السورية أسفرت عن مقتل أحد العناصر الإرهابية الخطيرة المنتمية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، ولم تحدد واشنطن مكان الغارة التي جرى فيها استهداف العنصر الإرهابي.
ووفقا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، فإن القوات الأمريكية نفذت ضربة في سوريا أسفرت عن مقتل مُخطط هجمات رفيع المستوى مرتبط بالقاعدة يدعى "محمد عبد الوهاب الأحمد"، وهو عضو في جماعة أنصار الإسلام، وهي جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتعمل قوات التحالف على تنسيق وثيق مع الشركاء المحليين مثل قوات سوريا الديمقراطية لمواجهة التنظيم الإرهابي. وبحسب "التحالف" فإن قوة المهام المشتركة الأمريكية تواصل العمل مع شركاء التحالف للحفاظ على الضغط على داعش والتعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة.
وشنت طائرات التحالف عددا من الضربات الجوية الدقيقة لإضعاف فلول التنظيم الإرهابي، فقد نفذت الولايات المتحدة خلال العام الماضي عشرات الضربات الجوية ضد بقايا داعش، مع البقاء على الجهوزية لاستمرار العمليات عند الضرورة.
عمليات نوعية لـ"قسد" بالتنسيق مع "التحالف الدولي"
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن رصد دوريات لرتل عسكري تابع للتحالف الدولي مؤلف من 8 عربات عسكرية، قادمًا من مدينة هجين ومتجهًا نحو بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي. وبحسب مصادر المرصد، فإن الدورية العسكرية، التي دخلت لاحقا بلدة أبو حمام، تُعد دورية اعتيادية لتفقد المؤسسات المدنية والعسكرية ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي، وذلك في إطار التحركات الدورية التي يجريها “التحالف الدولي” لمتابعة الأوضاع الميدانية والأمنية في المنطقة التي انطلقت يوم الأحد الماضي.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجول دوريات تابعة للتحالف الدولي في عدد من القرى والبلدات الواقعة بريف دير الزور الشرقي، وصولًا إلى المناطق الحدودية مع العراق.
القبض على زعيم داعشي بمخيم الهول
ومن العمليات التي نفذتها "قسد" مؤخرا هي عملية إلقاء القبض على زعيم إرهابي ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي داخل مخيم الهول بالحسكة السورية.
وكانت فرق العمليات الخاصة ضمن تنسيق ميداني مباشر مع قوات التحالف الدولي، نفذت عملية أمنية نوعية فجر اليوم داخل مخيم الهول، أسفرت عن إلقاء القبض على المتزعم الإرهابي المدعو بهاء مسيري، الملقب بـ"أبي عبد الرحمن"، من التابعية العراقية.
وقال بيان صادر عن "قسد" إن هذه العملية جاءت بعد عمل استخباراتي عميق وطويل الأمد، يشمل اختراقًا دقيقًا للبنى التنظيمية والخلايا المتخفية داخل المخيم، حيث تأكّد لقواتنا أن المقبوض عليه كان يشغل دورًا محوريًا في تنشيط خلايا التنظيم، وتنسيق عمليات التجنيد العقائدي والعسكري، إلى جانب تصنيع وتجهيز المتفجرات لنقلها خارج المخيم وتوجيهها لاستهداف المدنيين وقواتنا والمؤسسات الخدمية بهدف إعادة بثّ الفوضى وضرب الاستقرار.
وأشار البيان إلى أن مهمة المتهم تمثلت في إحياء بنية التنظيم داخل المخيم وتحويله إلى منصة تخطيط وإدارة لخلايا تمتد خارج حدوده؛ الأمر الذي جعل القبض عليه ضربة عميقة في صميم قدرات التنظيم، ونقطة تفكيك مفصلية لسلسلة اتصالاته ومسارات تمويله وتحركاته.
وأوضح البيان، أن قوات سوريا الديمقراطية تؤكد أن مخيم الهول لن يكون ساحة ينشط فيها الإرهاب، ولن يُسمح بتحويل معاناة الأهالي والنازحين إلى غطاء لولادة جيل جديد من العنف، كما شدد على أن التنسيق الاستراتيجي مع قوات التحالف الدولي مستمر وفق خطط ممنهجة تستهدف اجتثاث التنظيم من جذوره، وتحويل المناطق المحررة إلى ساحات أمن واستقرار مستدامين.
اعتقال قائد خلية تفخيخ السيارات
وقبل عملية توقيف الإرهابي "بهاء مسيري" جرى إلقاء القبض على أحد قيادات تنظيم داعش الإرهابي البارزين، شرقي مدينة حلب، الذي عمل قائدا لخلية تفخيخ السيارات في التنظيم الإرهابي لاستهداف المدنيين وقوات الإدارة الذاتية للأكراد في شمال وشرق سوريا.
ووفقا لبيان صادر عن "قسد"، فإن فرق العمليات الخاصة التابعة لقواتنا نفذت عملية أمنية دقيقة الأربعاء في بلدة مسكنة شرقي حلب، بتنسيق ودعم من قوات التحالف الدولي. خلال العملية، اعتقلوا أحد أبرز قادة تنظيم داعش الإرهابي بنجاح.
وأضاف البيان، أن العملية جاءت بعد رصد مخابراتي مفصل ورصد تحركات الإرهابي أحمد خلف الحسين من سكان مسكنة، حيث داهمت قواتنا مخبأه واعتقلته دون وقوع إصابات.
وبحسب البيان، فإن التحريات كشفت أن الإرهابي قاد خلية مسؤولة عن تأمين المعدات والمواد المستخدمة في تصنيع السيارات المفخخة بقصد تنفيذ هجمات إرهابية تستهدف المدنيين وقواتنا على حد سواء.
إحباط هجوم في دير الزور وتفكيك خلية في الرقة
يضاف إلى العمليات النوعية الناجحة، ما قامت به "قسد" من إحباط هجوم إرهابي نفذه مسلحون على إحدى حواجز "قسد" في بلدة "أبو حمام" بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد يوم من تفكيك خلية إرهابية خطرة في مدينة الرقة السورية، وذلك في إطار تثبيت دور حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية المحليين في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
ووفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لـ"قسد"، قبل أسبوع، فإن القوات نجحت في التصدي لهجوم نفذه مسلحون يستخدمون قذائف من نوع "آر. بي. جي"، ولم يسفر الهجوم عن أي إصابات في صفوف القوات. فيما لاذ المسلحون بالفرار تحت ضربات مقاتلينا، وسط ملاحقتهم من قبل قواتنا التي عمدت إلى تمشيط المنطقة وأعادت الأمن والاستقرار إليها.
وأضاف البيان، أن القوات لن تتوانى عن مواجهة أي تهديد يطال أمن وسلامة المدنيين، وستواصل انتشارها وعملياتها الأمنية في المنطقة، إدراكًا منها لمهامها وواجباتها في حماية أهالي المنطقة، وتشدد على أن مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة لن تؤثر على جهودها المستمرة في دعم وترسيخ السلم الأهلي وتعزيز الأمن في المنطقة.
قبل يوم واحد من عملية إحباط الهجوم، كانت "قسد" قد نجحت في استهداف خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في بلدة تل السمن شمال الرقة، وبدعم مباشر من قوات التحالف الدولي.
ووفقا لبيان "قسد"، فإن العملية جاءت بعد متابعة استخباراتية دقيقة لتحركات أفراد الخلية، ورصد اتصالاتهم وتحضيراتهم لتنفيذ هجمات جديدة ضد قواتنا والمؤسسات المدنية. وبناء على المعلومات المؤكدة، نفذت قواتنا العملية بدقة عالية وبشكل متزامن مع إسناد جوي واستطلاع من التحالف الدولي.
وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن إلقاء القبض على 5 إرهابيين من تنظيم داعش، بينهم 3 متزعمين متورطين في تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية استهدفت نقاطنا العسكرية ومؤسسات الإدارة الذاتية، وسعوا إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وتأتي هذه العمليات في إطار إظهار أن “قسد” شريك محلي ناجح في تحقيق الاستقرار ومواجهة المخاطر الإرهابية، كما أن هذه العمليات الناجحة تأتي نتيجة عمل مشترك ومنسق بين وحدات قسد الميدانية وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية، والتعاون والتنسيق مع التحالف الدولي الذي قدّم الدعم الكامل من حيث الإسناد الجوي والمعلوماتي، ما أسهم في تحقيق هذه النتيجة المهمة.














0 تعليق