في خطوة تعكس توترًا متصاعدًا داخل الحكومة الإسرائيلية، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرض عقوبات رسمية على عدد من الوزراء الذين تغيبوا أو تأخروا عن حضور اجتماعات الحكومة الأخيرة، بعد سلسلة من التحذيرات التي لم تلقَ استجابة جدية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو أرسل، عبر سكرتير الحكومة، إشعارًا رسميًا للوزراء يتضمن إجراءات فورية ضد من يكرر التأخر أو الغياب دون إذن مسبق. وتنص التعليمات الجديدة على أن أي وزير يتخلف عن حضور الاجتماعات الحكومية دون عذر مقبول، لن يُسمح له بتقديم اقتراحات تتعلق بوزارته خلال الأسبوع التالي، كما سيتم تقييد سفره إلى الخارج على نفقة الدولة في حال تكرار المخالفة مرتين متتاليتين.
الخطوة جاءت بعد أن لاحظ نتنياهو خلال الأسابيع الماضية تدني مستوى الالتزام بالحضور، إذ شهد أحد الاجتماعات الأخيرة مشاركة 12 وزيرًا فقط من أصل 25. وقد أعرب رئيس الوزراء عن استيائه قائلًا بسخرية: “كم وزيرًا لدينا؟ أرى 20 فقط”، في إشارة إلى غياب عدد كبير من الأعضاء.
وفي محاولة منه لاستعادة الانضباط الحكومي، أكد نتنياهو أن هذه الإجراءات تمثل “العصا” لمعاقبة المتقاعسين، ملمحًا إلى أن “الجزرة” قد تأتي لاحقًا على شكل امتيازات أو تسهيلات لمن يلتزم بالضوابط. وعندما سخر أحد الوزراء من الفكرة قائلًا إن حتى “الجزرة” تبدو كعقوبة، رد نتنياهو: “إذًا سنبدأ بالعصا الآن، ونرى الجزرة لاحقًا”.
الجدير بالذكر أن نتنياهو كان قد أصدر تعليمات مشابهة العام الماضي، تضمنت منع الوزراء من السفر في حال تغيبهم المتكرر، لكنها لم تُطبّق فعليًا. ومع هذا القرار الجديد، يبدو أنه عازم هذه المرة على فرض الانضباط داخل حكومته التي تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة.














0 تعليق