تصاعد الجدل السياسي في الولايات المتحدة بعد فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، إذ اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منافسه الجديد بتبني “أجندة شيوعية”، ملمحًا إلى تحركات سرية لإفشال خططه السياسية في المدينة.
وجاءت تصريحات ترامب عبر تغريدة قصيرة على منصته "تروث سوشيال" قال فيها: "هكذا يبدأ الأمر"، في إشارة إلى ما اعتبره بداية مرحلة جديدة من “التجارب الاشتراكية” في إدارة نيويورك. ورد ممداني في خطاب انتصاره بجملة ساخرة قال فيها: "ارفع مستوى صوت التلفاز"، في تبادل رمزي يعكس حدة الانقسام السياسي بين التيارين المحافظ واليساري داخل البلاد.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن مصادر في البيت الأبيض أن ترامب عقد اجتماعات مغلقة مع كبار مستشاريه لمتابعة تحركات ممداني ووضع استراتيجية للتعامل مع ما وصفه بـ"الأجندة الشيوعية" للعمدة المنتخب. وأشارت المصادر إلى أن بعض المقربين من الرئيس يدفعون نحو التصعيد المبكر، عبر إجراءات قانونية قد تشمل الطعن في أهلية ممداني لتولي المنصب، بينما يفضل آخرون انتظار نتائج سياساته الاقتصادية والاجتماعية قبل اتخاذ أي خطوة.
وكان ترامب قد لوّح سابقًا بإمكانية تقليص التمويل الفيدرالي المخصص لنيويورك إذا تولى “شيوعي” المنصب، على حد وصفه، محذرًا من أن سياسات ممداني قد تؤدي إلى “تراجع اقتصادي حاد” وإلى توقف مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل الجسور والأنفاق.
وفي المقابل، يرى مؤيدو ممداني، وهو أول اشتراكي ديمقراطي يتولى منصب عمدة نيويورك، أن فوزه يعكس تحولًا فكريًا واسعًا في توجهات الناخبين، خصوصًا بين فئة الشباب التي تدعم سياسات العدالة الاجتماعية وتوسيع دور الدولة في الخدمات العامة.
وبحسب تحليل نشرته الصحيفة، يعتزم ترامب استخدام فوز ممداني كورقة ضغط سياسية لتصوير الحزب الديمقراطي على أنه “ينزلق نحو اليسار الراديكالي”، محذرًا من أن نيويورك قد تسير على خطى دول مثل “كوبا أو فنزويلا”، في خطاب يهدف إلى تعبئة القاعدة الجمهورية استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
ويؤكد مراقبون أن هذه المواجهة بين ترامب وممداني قد تتجاوز حدود نيويورك لتصبح رمزًا للصراع الأيديولوجي الدائر في الولايات المتحدة بين الرأسمالية التقليدية والنزعة الاشتراكية الصاعدة.
0 تعليق