الوجبات السائلة.. هل هي بديل صحي فعلًا أم خطر خفي يهدد الجسم؟ - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تزايد في الآونة الآتية انتشار ما يُعرف باسم "الوجبات السائلة" في الأسواق، وهي منتجات تُقدَّم كخيار عملي وسريع للأشخاص الذين لا يملكون الوقت الكافي لتناول الطعام التقليدي. 

وتُروّج هذه البدائل على أنها توفر عناصر غذائية متكاملة وسهلة الهضم، مما يجعلها خيارًا جذابًا للكثيرين ممن يعيشون حياة سريعة الإيقاع، لكن يبقى السؤال مطروحًا: إلى أي مدى تُعد هذه الوجبات صحية فعلًا؟

وجبات مُشبعة تمد الجسم بالطاقة

أوضحت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية أن الوجبات السائلة تمتاز بقدرتها العالية على الإشباع، إذ إنها تمد الجسم بجميع العناصر الغذائية الأساسية.

واقرأ أيضًا:

الوجبات

وتشير الهيئة إلى أن هذه الوجبات تحتوي على ما يتراوح بين 400 و515 سعرة حرارية، وهو ما يعادل تقريبًا كمية الطاقة التي توفرها الوجبة الرئيسية المعتادة. لذلك فهي ليست مجرد وجبة خفيفة كما يعتقد البعض، بل بديل حقيقي لوجبة كاملة.

وتضيف الهيئة أن الوجبات السائلة يمكن أن تكون خيارًا صحيًا نسبيًا عندما يكون الشخص في عجلة من أمره، إذ تفوق قيمتها الغذائية كثيرًا الوجبات السريعة التقليدية مثل نقانق الكاري مع البطاطس المقلية والمايونيز، فهي تحتوي على نسب مقبولة من الدهون، إضافة إلى كميات متوازنة من البروتينات والفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم يوميًا، وفق دي بي إيه.

أمراض يتسبب بها إستهلاك الوجبات السريعة

عيوب خفية وراء السهولة

ورغم هذه المزايا، تحذر الهيئة من بعض العيوب الصحية التي قد ترافق تناول الوجبات السائلة باستمرار. فحتى إن لم يُضف إليها سكر بشكل مباشر، فإنها غالبًا تحتوي على كربوهيدرات قصيرة السلسلة تُمتص بسرعة في مجرى الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى سكر الدم. 

ويُعد هذا الأمر مشكلة خطيرة خصوصًا للمصابين بداء السكري، إذ يُسبب اضطرابًا في توازن السكر لديهم.

ومع انخفاض مستوى السكر مجددًا بعد فترة قصيرة، يشعر الشخص برغبة قوية في تناول الطعام مجددًا، مما يدفعه إلى تناول كميات أكبر مما يحتاجه الجسم. كما أن بعض هذه المنتجات تحتوي على مادة التحلية "السكرالوز"، التي يُعتقد أنها تُحفّز الشهية وتزيد من الرغبة في الأكل، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل.

غياب المضغ يؤثر على الإحساس بالشبع

تُعد عملية مضغ الطعام خطوة حيوية في عملية الهضم، إذ تساعد على إفراز الإنزيمات وتحفيز الإحساس بالشبع لفترة أطول. وبما أن الوجبات السائلة تُغني عن هذه العملية، فإنها قد تقلل من شعور الشخص بالاكتفاء الغذائي، ما يجعله يتناول كميات أكبر من الطعام لاحقًا دون أن يشعر. وتؤكد الهيئة أن هذا السلوك الغذائي قد يُحدث خللًا في إشارات الجوع والشبع داخل الجسم على المدى الطويل.

مخاطر على الكلى من البروتين الزائد

جانب آخر مثير للقلق هو احتواء بعض الوجبات السائلة على مستويات عالية من البروتين، وهو ما قد يُمثل خطرًا على الأشخاص المصابين بقصور في وظائف الكلى. فالإفراط في تناول البروتين يؤدي إلى إجهاد الكلى وزيادة العبء عليها أثناء عملية التخلص من الفضلات. لذلك توصي الجهات الصحية بضرورة استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل الاعتماد على هذه الوجبات بشكل منتظم أو طويل الأمد.

الوجبات المدرسية

الخلاصة: بديل مؤقت لا يغني عن الطعام الطبيعي

في ضوء ما سبق، يمكن القول إن الوجبات السائلة خيار مناسب في حالات الطوارئ أو ضيق الوقت، لكنها لا تصلح لأن تكون بديلًا دائمًا للطعام الطبيعي. 

فهي تمد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية في المدى القصير، لكنها تفتقر إلى بعض الجوانب الفسيولوجية والنفسية التي يمنحها تناول الطعام التقليدي، مثل عملية المضغ والشعور بالشبع الطبيعي. 

لذلك، يُنصح بالاكتفاء بها كحل مؤقت، وليس كنظام غذائي مستمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق