قررت السلطات الأمريكية خفض عدد الرحلات الجوية في نحو 40 مطارًا بأنحاء الولايات المتحدة، من بينها عدد من أكبر المطارات الرئيسية، وذلك نتيجة تداعيات الإغلاق الحكومي المستمر الذي تسبب في نقص حاد بأعداد العاملين في قطاعات المراقبة الجوية والأمن والخدمات اللوجستية.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية أن القائمة التي تم توزيعها على شركات الطيران تضمنت مطارات نيويورك، ولوس أنجلوس، وشيكاغو، وأتلانتا، وميامي، وواشنطن العاصمة، باعتبارها الأكثر تأثرًا بالإجراءات الجديدة، إذ ستُخفض الرحلات المغادرة والوافدة بنسبة تتراوح بين 15% و30% خلال الأسبوع الجاري.
وأوضح مسؤول في إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) أن القرار جاء نتيجة النقص الحاد في عدد المراقبين الجويين والموظفين الفنيين، بعد توقف صرف الرواتب وتعليق بعض الخدمات الأساسية بسبب استمرار الإغلاق الحكومي.
وأشار إلى أن الإدارة تعمل على تطبيق خطة طوارئ لضمان استمرار حركة الطيران بأعلى قدر ممكن من الكفاءة والسلامة، مع إعطاء الأولوية للرحلات الدولية والرحلات الإنسانية والإغاثية.
وأضاف المسؤول أن السلطات تحاول تقليل الاضطرابات قدر الإمكان من خلال تنسيق الجداول الزمنية بين شركات الطيران والمطارات، إلا أن "تأخيرات محتملة ستظل قائمة في معظم الرحلات خلال الأيام المقبلة"، داعيًا المسافرين إلى مراجعة شركات الطيران بشكل مستمر لمعرفة أي تغييرات في المواعيد.
وفي السياق ذاته، حذر اتحاد الطيارين الأمريكي من أن استمرار الإغلاق الحكومي سيؤدي إلى "تداعيات خطيرة" على صناعة الطيران المدني، مشيرًا إلى أن نقص الكوادر البشرية يهدد سلامة العمليات الجوية، ويؤثر على صيانة الطائرات وأنظمة المراقبة، ما قد ينعكس سلبًا على أمن المسافرين.
من جانبه، أعرب رئيس رابطة شركات الطيران الأمريكية، نيكولاس كاليو، عن قلقه إزاء التداعيات الاقتصادية للإغلاق، موضحًا أن القطاع يخسر ملايين الدولارات يوميًا بسبب تعطيل الجداول التشغيلية وتأجيل مئات الرحلات في مختلف أنحاء البلاد.
وأكد أن شركات الطيران تعمل بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية لإيجاد حلول مؤقتة لتقليل التأخير وضمان استمرار الخدمات الحيوية، لكنه شدد على أن الحل الجذري يكمن في إنهاء الإغلاق الحكومي واستئناف عمل المؤسسات الفيدرالية بشكل كامل.
ويُعد هذا أول تأثير واسع النطاق على قطاع الطيران منذ بدء الإغلاق الحكومي الحالي، الذي دخل أسبوعه الثالث دون بوادر لانفراجه، وسط خلافات حادة بين البيت الأبيض والكونجرس بشأن تمرير الموازنة الفيدرالية الجديدة.
ويخشى خبراء النقل من أن استمرار الأزمة قد يعرقل موسم السفر خلال عطلات نهاية العام، ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة لشركات الطيران والمطارات الأمريكية، ويزيد من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني بالفعل من تباطؤ النمو والتضخم المرتفع.













0 تعليق