انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للمطربة الشعبية رحمة محسن على نطاق واسع، وأثار موجة كبيرة من الجدل والنقاش بين فئات مختلفة من المجتمع، لأن الفيديو، الذي تم تداوله بسرعة لافتة، لم يقتصر تأثيره على المتابعين فقط، بل تجاوز ذلك ليصبح حديث وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.
انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، وبين من رأى في المحتوى حرية شخصية، ومن اعتبره تجاوزًا للحدود الأخلاقية والقيم الاجتماعية.
تواصلت ''البوابة نيوز'' مع فقيه قانوني لتوضيح العقوبات القانونية المفروضة على طليق رحمة محسن، باعتبار أنه من سرب الفيديوهات، كما نوضح كيف يتعامل القانون مع المطربة باعتبارها مجني عليها ولم تنشر الفيديو غير الأخلاقي.
اضمحلال ثقافة المجتمع المصري
في البداية؛ قال الفقيه القانوني، الدكتور صلاح الطحاوي، أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة لـ''البوابة نيوز''، إن انتشار فيديو المطربة رحمة محسن يعكس اضمحلال ثقافة المجتمع المصري في الفترة الأخيرة، ويؤثر على سمعة مصر بالخارج.
وأضاف "الطحاوي"، كما أنه يسيء للمشاهير؛ بسبب انتشار مثل هذه الفيديوهات غير الأخلاقية، والتي تؤدي إلى تشويه القيم والسلوك العام في المجتمع المصري، خاصة بين فئة الشباب التي تتأثر بسرعة بما تراه على مواقع التواصل، كما تُساهم هذه المقاطع في إضعاف الوعي الثقافي والأخلاقي، وتخلق حالة من الفوضى القيمية تهدد تماسك الأسرة والمجتمع.
عقوبات تنتظر طليق رحمة
وأكد الطحاوي أن المطربة أكدت في التحقيقات أن طليقها هو من قام بنشر الفيديوهات بدون علمها، فضلاً عن أنه هو من صورها خلسة أثناء العلاقة الشرعية بينهما؛ مؤكداً أنه طبقاً للمادة 1 من قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961، والذي ينص على: كل من حرض شخصًا ذكرًا كان أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهله له، وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو أغواه بقصد ارتكاب الفجور أو الدعارة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 3 سنوات وبغرامة من 100 جنيه إلى 300 جنيه.
وتابع الفقيه القانوني: كما نصت المادة 14 من ذات القانون على أنه كل من أعلن بأي طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراء بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 3 سنوات وبغرامة لا تزيد على 100 جنيه.
ولفت إلى أن المادة 15 من ذات القانون تستتبع الحكم بالإدانة في إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة، وذلك دون إخلال بالأحكام الخاصة بالمتشردين، وتقع جريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء بين السر والعلانية، ولها أركان وشروط تحدد الاتهام، وتعرض القانون لجريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء وجرم كل فعل يخل بحياء الغير وتحدث عن جريمتين للفعل الفاضح.
عرض فيديوهات على السوشيال ميديا
وتطرق الطحاوي للحديث حول عرض فيديوهات جنسية صريحة على السوشيال ميديا؛ مؤكداً أن قانون العقوبات واجه بقوة نشر الصور والفيديوهات الخادشة للحياء، والتي تتضمن محتوى يحرض على الفسق والفجور عبر النشر أو التداول أو منصات التواصل الاجتماعي، بكل حزم، حيث نصت المادة 178 من القانون على أن: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كـل من صنع أو حاز بقصد الاتجار أو التوزيع أو الإيجار أو اللصق أو العرض مطبوعات أو مخطوطات أو رسومات أو إعلانات أو صوراً محفورة أو منقوشة أو رسومات يدوية أو فوتوغرافية أو إشارات رمزية أو غير ذلك من الأشياء أو الصور عامة إذا كانت منافية للآداب العامة.
وأردف قائلا: نصت المادة 178 مكرراً (1) من القانون على إذا ارتكب الجرائم المنصوص عليها فى المادة السابقة عن طريق الصحف يكون رؤساء التحرير والناشرون مسئولين كفاعلين أصليين بمجرد النشر، وفى جميع الأحوال التي لا يمكن فيها معرفة مرتكب الجريمة يعاقب بصفتهم فاعلين أصليين الطابعون والعارضون والموزعون.
ويجوز معاقبة المستوردين والمصدرين والوسطاء بصفتهم فاعلين أصليين إذا ساهموا عمداً فى ارتكاب الجنح المنصوص عليها فى المادة السابقة متى وقعت بطريقة الصحافة.
عقوبات نشر فيديوهات جريئة على السوشيال ميديا
قال الفقيه القانوني إن هناك جريمتين بعد نشر الفيديوهات الجريئة بين رحمة محسن وطليقها رجل الأعمال تتمثل في نشر مواد إباحية تندرج تحت جريمة التحريض على نشر الفسق والفجور، حيث نصت المادة 178 من قانون العقوبات، على أنه: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعى إذا كانت خادشة للحياة، وهذه هي الجريمة الأولى.
وأكمل بقوله: أما الجريمة الثانية فتتمثل في الفعل الفاضح العلني حيث نصت المادة 269 مكرر ا من المرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011 الصادر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات: يُعاقَب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر كل من وُجد فى طريق عام أو مكان مطروق يحرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال، فإذا عاد الجانى إلى ارتكاب هذه الجريمة خلال سنة من تاريخ الحكم عليه نهائيًا فى الجريمة الأولى تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ثلاثة آلاف جنيه، ويستتبع الحكم بالإدانة وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة".
كما نصت المادة 306 مكررًا "أ" على أنه: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز سنتين وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ألفى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض لشخص بالقول أو بالفعل أو بالإشارة على وجه يخدش حياءه فى طريق عام أو مكان مطروق، ويسرى حكم الفقرة السابقة إذا كان خدش الحياء قد وقع عن طريق التليفون أو أى وسيلة من وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية؛ مؤكداً أنه لابد من توافر القصد الجنائي، تلك الجريمة، ويتحقق ذلك باتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب الفعل المكون للجريمة علنا عالما بأن من شأنه أن يخدش الحياء".
تأثير السوشيال ميديا في تشكيل الرأي العام
من جهتها؛ قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن انتشار مثل هذه الفيديوهات البذيئة في الفترة الأخيرة يعكس مدى قوة وتأثير السوشيال ميديا في تشكيل الرأي العام، وكيف يمكن لمقطع واحد أن يثير نقاشًا مجتمعيًا حول السلوك، والحرية، والمسئولية الرقمية، كما يطرح تساؤلات مهمة حول حدود الشهرة في العصر الحديث، ودور الجمهور في نشر أو محاصرة مثل هذه المواد، خاصة في ظل غياب الرقابة أو المعايير الواضحة لما يُنشر عبر المنصات المختلفة.
وأكدت "خضر"، في تصريح خاص لـ''البوابة نيوز''، أن مشاهدة الفيديوهات تحتل المرتبة الخامسة من حيث النشاطات المفضلة على الإنترنت للمراهقين من سن 5 سنوات، ولكنها أصبحت اليوم تحتل المرتبة الأولى؛ مشيرة إلى ضرورة فرض ضوابط على مشاهدة الأطفال لفيديوهات بعينها على حسب أعمارهم؛ ومشددة على أن عدم احترام هذه التوصيات سيكون له تداعيات سلبية على النمو الاجتماعي وبناء العلاقات مع الآخرين، فيؤدى إلى نمو سياسات متطرفة وسلوكيات عنيفة فى المجتمع.
واضافت إن تداول مثل هذه الفيديوهات غير الأخلاقية يخلق حالة من القلق والخوف لدى الأسرة المصرية وأفراد المجتمع بشكل عام، وينذر بكارثة تتمثل في عدم القدرة على حماية الأطفال أو إبعادهم عن العالم الافتراضي الذي بات جزءا من حياتهم اليومية، فضلاً عن أن تلك الفيديوهات البذيئة تعطي فرصة لاستخدام منصات التواصل للبحث عن هذا المحتوى الجنسي، ويهيئ بيئة جاذبة لرؤيتها وملاحقتها.
وحذرت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس من انتشار مقاطع الفيديو تحتوى على الجنس، والموت، والعنف، وخاصة للأطفال تحت سن 16 سنة، لأنها تدمر عقولهم وتخلق مجتمع مريض بالجنس والعنف وهذه كلها صفات تتنافي مع القيم والأخلاقيات التي نشأنا وتربينا عليها منذ آلاف السنين.
دور الآباء في حماية الأبناء من الفيديوهات الخادشة للحياء
وقدمت "خضر"، روشتة للآباء بضرورة تغيير الأسلوب التقليدي في متابعة ورقابة أبنائهم بشكل كبير في مقابل الأسلوب التكنولوجي واستخدام التطبيقات الحديثة، والاعتماد على أسلوب قائم على الحوار والمناقشة مع الأطفال كمبدأ في ظل انتشار مضامين غير مرغوب فيها عبر منصات الفيديو المنتشرة على السوشيال ميديا قد تضر بأولادهم في القريب العاجل
كما طالبت بضرورة ملاحظة الآباء، عينة الدراسة، للتغيرات السلوكية على أطفالهم، وأحيانًا استخدام بعض الألفاظ الخادشة للحياء التي يسمعونها من خلال متابعتهم للمحتوى الصادر عبر منصات السوشيال ميديا، ومراقبة طبيعة المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم، وطبيعة ما يحمله من أفكار ثقافية واجتماعية تخالف عادات وتقاليد وثقافة المجتمع المصري.
وأخيراً؛ طالبت الدكتورة سامية خضر بضرورة إحياء الآباء للثوابت الأساسية الدينية والاجتماعية، منها على سبيل المثال، انهيار منظومة الزواج وانتشار فكرة العلاقات خارج إطار الزواج، أو فكرة الشذوذ الجنسي، وانهيار فكرة احترام الصغير للكبير.
زواج وطلاق رحمة محسن خلال 24 ساعة
كانت قد شهدت المطربة الشابة رحمة محسن تلاسنًا إعلامياً حاداً يتضمّن أخبارا عن زواج عرفي وتوثيقه بعقد رسمي، يعقبه انفصال وطلاق سريع خلال يوم واحد فقط، وتطورات أثارت الجدل على منصات التواصل وعلى محركات البحث.
العقد المذكور كان موثقًا رسميًا في القاهرة عام 2023، بموجب عقد زواج رسمي بحضور شهود ومقربين، وبعد تسريب الوثيقة، تصاعدت الخلافات بين الطرفين، وذكرت المصادر أن الفنانة طالبت بتحويل الزواج إلى علاقة معلنة ورسميّة، بينما رفض الزوج ذلك.
وبعد ذلك، وقع الطلاق بشكل رسمي، ليتم الانفصال بينهما بعد أشهر فقط من الزواج بحسب التقارير، بالإضافة إلى ذلك، ظهرت ادعاءات بأن الزوج هدد بنشر فيديوهات أو صور خاصة، ما دفع الفنانة للحديث عن تعرضها لابتزاز إلكتروني.
وفي أول تعليق لها؛ قالت رحمة محسن، إنها لا تعلم كثيرًا من التفاصيل، وإنها تمر بمرحلة نفسية صعبة، مع تأكيدها أن الابتزاز أثر على مستقبلها المهني والشخصي.
وأكدت "رحمة"، في تصريحات صحفية: أنا معملتش حاجة، ومستقبلي بيضيع، وهو مشفش مني غير كل خير، وسبب لي أذى كبيرًا، وبيبتزني عبر مواقع التواصل ومش عارفة أتصرف إزاي.














0 تعليق