قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الصلاة على النبي هي بعض حقه، والصلاة على النبي تقبل من كل أحد، من المنافق ومن الفاسق، ومن المؤمن ومن التقي، ومن غيرهم، لتعلقها بالمقام الأجل.
وأضاف علي جمعة، في منشور عن الصلاة على النبي، أن من يئس من نفسه ورأى أنه لا يطيع ربه إلا قليلاً فليشرع في الصلاة على النبي مستحضراً حقه ووجوب الأدب معه، فإن ذلك يحمله على القيام بالفرائض، واجتناب المناهي، والتقرب إلى الله تعالى، وكلما صلى على النبي فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي.
وتابع: وينبغي أن نكثر من الصلاة على النبي أيضاً تكثيراً للثواب؛ لأنها جمعت فأوعت، فهي ذكر لله في نفسها، وهي مع ذلك امتثال لأمره تعالى حيث أمرنا أن نصلي عليه ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل على تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل على أشرف كلمة وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) فالصلاة عليه إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأنك تبدأها بأن تطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق.
وذكر أن هذا بعض شأن الصلاة عليه ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهي الكفاية، وهي الشفاء، وهي الحصن الحصين، وهي التي تولد حب رسول الله في قلوب المؤمنين، فيقبلون على الطاعة ويتركون المعصية، وهي التي تحافظ على ذلك الحب وتصونه، وهي التي يترقى بها العبد عند ربه، وهي التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة النبي عليه، حيث إنه يجيب على من صلى عليه، وهي مدخل صحيح، للدخول على السيد المليح الفصيح، فالدخول على سيدنا رسول الله يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، أن الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- تجوز بأي صيغة، بشرط أن تشتمل على لفظ الصلاة على النبي، أو صل اللهم على النبي، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم ترد.
أفضل صيغة للصلاة على النبي
وأوضح «جمعة» في فتوى له، أن أفضل صيغة للصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم هي: الصلاة الإبراهيمية أو الصيغة الإبراهيمية، فقد اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بأن يعرفوا صيغة الصلاة عليه فقالوا: «يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» (رواه البخاري).
وأشار إلى أنه لا ينبغي للمسلم أن يعرض عن الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- ويتركها فإن في تركها الشر الكثير؛ حيث إن تركها علامة على البخل والشح، قال النبي صلى الله عليه وسلم-: «كفى به شحا أن أذكر عنده ثم لا يصلي علي» (ابن أبى شيبة في مصنفه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «البخيل من ذكرت عنده ولم يصل على» (أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
حديث من ترك الصلاة على النبي
وتابع: إنه اشتد الوعيد على منترك الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر اسمه، فعن كعب بن عجرة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «احضروا المنبر، فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين، فلما نزل قلنا: يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه، قال: إن جبريل عرض لي، فقال : بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين. فلما رقيت الثانية، قال: بعدا لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بعدا لمن أدرك أبواه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت آمين» (ابن خزيمة في سننه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك).
عقوبة عدم الصلاة على النبي
وأفاد: فلنتأمل ذلك الحديث ونلاحظ شدة الوعيد، إذ يدعو أمين السماء جبريل عليه السلام، ويؤمن على الدعاء أمين الأرض سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم-، ويكون الدعاء بالإبعاد عن رحمة الله والخسران- والعياذ بالله-.
واختتم «أن الصلاة على سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-مفتاح السعادة، ومفتاح كل خير، والمسلم الذي يبتغي السعادة عليه أن يلهج بالصلاة عليه في أغلب أوقاته، فإنها نور وهداية ورحمة ورعاية، رزقنا الله والمسلمين كثرة الصلاة على الحبيب- صلى الله عليه وسلم- حتى نكون في كنفه في الدنيا والآخرة».
فضل الصلاة على النبي
يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- بعشر حسنات.
يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمه.
تصلي الملائكة على العبد؛ إذا صلى على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
الصلاة على النبي تعتبر امتثالا لأوامر الله تعالى.
سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.
تنقذ المسلم من صفة البخل.
سبب من أسباب طرح البركة.
سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.
التقرب إلى الله تعالى.
نيل المراد في الدنيا والآخرة.
سبب في فتح أبواب الرحمة.
دليل صادق وقطعي على محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
سبب لدفع الفقر.
تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلم-.
سبب لإحياء قلب المسلم.
التقرب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلة.
لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة


















0 تعليق