في خطوة تعكس التحرك المصري النشط لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، جاءت زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد إلى إسرائيل لتشكل تدخلاً حاسماً في لحظة فارقة من الأزمة.
فالزيارة، التي تمت وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار حالة التوتر في القطاع، تحمل في طياتها رسالة واضحة بأن القاهرة لن تسمح بانهيار جهودها الممتدة للحفاظ على التهدئة واستعادة الاستقرار في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات ضمن نهج مصري ثابت يقوم على الوساطة الفاعلة والتدخل السلمي استنادًا إلى قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بهدف احتواء التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة جديدة تهدد الأمن الإقليمي.
استاذ قانون دولي: زيارة رئيس المخابرات المصرية لإسرائيل تدخل حاسم لإنقاذ الاتفاق من الانهيار
أكد الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي في تصريحات لـ "صدى البلد" أن زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد إلى إسرائيل تمثل خطوة حاسمة ضمن الجهود المصرية المكثفة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار من الانهيار واحتواء التصعيد الخطير في غزة.
وقال مهران إن هذه الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية والدقة حيث تشهد الساحة الفلسطينية تصعيدا إسرائيليا خطيرا يهدد بإفشال كامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه بجهود مصرية استثنائية.
وأوضح أن مصر تستخدم كل أدواتها الدبلوماسية والأمنية لإعادة ضبط مسار التهدئة ومنع الانزلاق نحو حرب شاملة جديدة.
وأكد مهران أن القانون الدولي يشجع الوساطة والتدخل السلمي من الأطراف الثالثة لحل النزاعات ومنع تفاقمها وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن مصر بصفتها ضامنا رئيسيا للاتفاق تمارس دورها القانوني والأخلاقي في ضمان التزام جميع الأطراف بتعهداتهم.
وبين أستاذ القانون أن الزيارة تهدف لإيصال رسائل حازمة للقيادة الإسرائيلية بضرورة وقف الانتهاكات الفورية والالتزام الكامل بالاتفاق ومعالجة القضايا الخلافية العالقة.
كما أكد أن مصر ستمارس ضغوطا حقيقية على إسرائيل لوقف سياسة الخروقات الممنهجة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشدد مهران أن نجاح الجهود المصرية يعتمد على مدى جدية إسرائيل في الالتزام بالاتفاق محذرا من أن استمرار التعنت الإسرائيلي سيقود لانهيار حتمي للاتفاق.
وختم بالإشادة بالدور المصري المحوري في إدارة الأزمة مؤكدا أن القاهرة ستبقى الضامن الحقيقي للسلام.
0 تعليق