على مدى سنوات طويلة، كانت شركات السيارات تعتمد على نواقل الحركة ذات الست سرعات باعتبارها معيارًا موثوقًا في الأداء والكفاءة.
لكن مع تشديد اللوائح البيئية، بدأ السباق نحو تطوير نواقل أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأقل انبعاثًا لثاني أكسيد الكربون. ومن هنا بدأ عصر ناقلات الحركة ذات الثماني سرعات.

من سداسي إلى ثماني السرعات.. بداية التحول
عندما تم طرح أول ناقل حركة أوتوماتيكي بثماني سرعات في منتصف العقد الأول من الألفية، أثبتت التجارب أنه يوفر استهلاكًا أفضل للوقود وانبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل مقارنة بالنواقل التقليدية.
لكن جنرال موتورز انضمت إلى هذا الاتجاه متأخرة نسبيًا، إذ أطلقت في عام 2014 ناقلها الجديد 8L90 عالي التحمل، ليحل محل ناقل الحركة الشهير 6L80.
وبعد فترة قصيرة، قدمت الشركة النسخة الأخف 8L45 المخصصة للسيارات الأقل تطلبًا من حيث القوة مثل كاديلاك وكولورادو.
لم تسر الأمور كما كانت تتمنى جنرال موتورز، إذ سرعان ما بدأت تظهر شكاوى متكررة من السائقين بشأن اهتزازات مزعجة وصعوبة في تبديل السرعات وتأخر في الاستجابة.
وبدلاً من تحسين تجربة القيادة، واجه المستخدمون أداءً غير سلس وصفه البعض بأنه “يشبه اصطدام سيارة أخرى بمؤخرة المركبة عند الانتقال للترس الثاني”.
كانت المشكلة منتشرة على نطاق واسع، وطالت طرازات متعددة من سيارات الشركة، من شيفروليه كامارو إلى جي إم سي يوكون.

في أوائل عام 2020، أصدرت الشركة نشرة فنية داخلية تحمل الرمز TSB 18-NA-355، كشفت من خلالها أن السبب الرئيسي للاهتزاز هو قابض محوّل عزم الدوران (TCC).
وأوضحت النشرة أن الاهتزاز يظهر عادةً بين 25 و80 ميلًا في الساعة أثناء التسارع الخفيف، وهو ما يؤثر على تجربة القيادة اليومية بشكل واضح.
أوصت الشركة في نشرتها باستبدال سائل ناقل الحركة المستخدم بسائل جديد من نوع Mobil 1 Synthetic LV ATF HP، وهو زيت اصطناعي عالي الأداء مصمم لتقليل الاحتكاك وتحسين السلاسة.
وأفاد بعض ملاك السيارات الذين نفذوا هذا الإجراء بأن الأداء تحسّن بشكل ملحوظ، وتراجعت مشكلة النقل الخشن إلى الترس الثاني.
رغم الجهود التي بذلتها جنرال موتورز لمعالجة العيوب، إلا أن سمعة ناقل الحركة 8L90 و8L45 تأثرت سلبًا، خاصة بين محبي الأداء القوي الذين كانوا يتوقعون أداءً مثاليًا في سيارات مثل كورفيت وسيلفرادو.
ومع ذلك، فإن الشركة استمرت في تحسين التصميمات اللاحقة، لتتجنب تكرار المشكلة في أجيالها الجديدة من نواقل الحركة.
التحول إلى نواقل الحركة ذات الثماني سرعات كان خطوة ضرورية لمواكبة التطور التكنولوجي والبيئي، لكن جنرال موتورز دفعت ثمنًا باهظًا نتيجة بعض الأخطاء الفنية في البداية.
اليوم، تظل هذه التجربة درسًا مهمًا في أن التطوير السريع لا يعني دائمًا الكمال، وأن الابتكار في عالم السيارات يحتاج دائمًا إلى مزيج من الجرأة والاختبار الدقيق قبل الوصول إلى الطرق العامة.
0 تعليق