د. آية الهنداوي تكتب: حفلات التكنو عند الأهرامات.. طقوس شيطانية تُهدد قداسة الأرض المصرية - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ آلاف السنين كانت الأهرامات مقامًا للقداسة والخلود شاهدة على عبقرية المصري القديم وإيمانه بالعالم الآخر. واليوم، تُدنَّس هذه الأرض الطاهرة بحفلات “تكنو” غامضة تُقام ليلًا في أحضان الهرم تتخللها طقوس مريبة وأجواء ظلامية تحمل بصمات الفكر الشيطاني الغربي تحت ستار “الموسيقى الإلكترونية”!

لم تعد القضية مجرد “حفلة موسيقية”، بل إختراق ثقافي وديني خطير يهدف إلى تحويل أقدس رموز الحضارة المصرية إلى منصة لاستدعاء طاقات غامضة وأفكار منحرفة.
أضواء الليزر التي تخترق ليل الجيزة ليست بريئة، ولا تلك الحركات الغريبة التي تُؤدى وسط الهتاف والإيقاع المجنون. 
كل ذلك يُذكّر بطقوس “العبادة المظلمة” المعروفة في ثقافة الغرب باسم Satanic Rites حيث تُستخدم الموسيقى الصاخبة والإضاءة المتكررة لاستحضار طاقات يُقال إنها “خارقة” أو “كونية” — والنتيجة كارثية على مستوى الوعي الروحي والطاقي للمكان.

كيف نسمح بأن تُحوَّل أهراماتنا — التي بناها الملوك لتكون “بوابة السماء” في المعتقد المصري القديم — إلى مسرح للطاقة السلبية والسحر الأسود؟ كيف يقف المسؤولون صامتين أمام هذا العبث الذي يفتح أبواب الشر على مصر والعالم؟

لقد حذّر عدد من الباحثين في علم الآثار والطاقة الروحية من أن إقامة طقوس جماعية صاخبة في أماكن ذات رمزية كونية مثل الأهرامات تُحدث خللاً في “طاقة الأرض”، وتؤدي إلى إضطرابات غير مرئية وقد ترتبط بكوارث عالمية أو تحولات طبيعية قاسية كما حدث في فترات تاريخية سابقة عندما تم العبث بمواقع مقدسة.

إنّ ما يُقام ليلًا عند سفح الهرم ليس إحتفالًا بالحضارة، بل هو إهانة متعمدة للتاريخ الإنساني، وتحدٍّ صريح لقيم المصريين وإيمانهم. 
وهنا أتساءل من وراء هذه الحفلات؟ ومن يمنح التصاريح؟ ولماذا تتكرر دون مساءلة؟ إنّ السكوت لم يعد مقبولًا والتهاون خيانة.

إنّ طبيعة الأهرامات بوصفها مقابر ملكية تمنحها خصوصيةً طقسية لا تُقاس؛ فهي ليست مجرد أحجارٍ شاهقة بل أماكن توصَف تاريخيًّا بأنها مراحيـن عبور بين الدنيا والآخرة وحجر الزاوية في منظومة إعتقادات دفنٍ وطقوسٍ دفينة.
ومن هذا المنطلق، يصبح اختيارُ ساحـة الأهرام لإقامة حفلاتٍ ليلية صاخبة تحت ستار "التكنو" أمرًا ليس عشوائياً فحسب، بل مقصوداً لدى من يسعون لممارسة طقوسٍ غامضة أو سحرية؛ إذ تُعدُّ المقابر الأثرية في اعتقاد كثيرين من ممارسي الطقوس المظلمة المكان الأنسب لإستحضارات تُعنى بـ«التواصل مع طاقات الموت والآخر». وبذلك يتحوّل هجومٌ صوتي وتجميعي على فضاء المقبرة إلى ظرف طقسي خصب للممارسات الشرّيرة.

كما أن الأخطار المحتمَلة التي تنجم عن ذلك لا تقتصر على إهانة رمزية التاريخ، بل تمتد لتشمل أبعادًا نفسية وإجتماعية وروحية يمكن تلخيصها كالتالي:
أولًا — تشويه «قداسة المكان» وإطلاق طاقاتٍ جماعيةٍ من الهياج والإيحاءات الحسية التي تُهيئ المشاركين لإنخراط في سلوكيات طقسية مريبة؛ ثانيًا — تأثيرات نفسية وجماعية على الحاضرين قد تتراوح بين حالات ذهنية متطرفة مثل إندفاع سلوكي عدواني، وإضطرابات إدراكية مؤقتة ناجمة عن التعرض المستمر لنبضات صوتية وضوئية متكررة؛ ثالثًا — إمكانية إستغلال الفوضى الطقسية لأغراضٍ أوسع (التجنيد لتيارات متطرفة، إستغلال شبكات مالية مظلمة أو تمويل أنشطةٍ ذات طابع طقسي أو إجرامي) ورابعًا — ما تُسمّيه أصواتٌ من المختصين بـ«اختلال توازن طاقة المكان» الذي يُمكن أن يُربط — على مستوى الإعتقاد الشعبي والرمزي — بخصوصيات سلبية قد تُترجم في نواحي إجتماعية أو حتى في سرديات تُحمّل الشعوب مسؤولية مصائب يُبحث لها عن تفسيرات رمزية.

ليس هذا إدعاء علميًا قاطعًا يُثبت علاقة سببية مادية بين حفلةٍ ليليةٍ وحدوث كوارثٍ طبيعية، لكنّه تحذير إجتماعي وثقافي من خطورة تحويل المقابر ذات الرمزية الكونية إلى مسارحٍ للطقوس المظلمة. 
وفي ضوء ذلك تكون الإستجابة الحكيمة واضحة وهي لابد من حظرٌ فوريٌ ونهائيٌ لأي نشاط ترفيهي أو طقسي بجوار المقابر الملكية، وتحقيقٌ فوريّ في الجهات المانحة للترخيص، ومساءلة جنائية وإدارية لكل من تواطأ و سهل هذه التجاوزات — لأنّ السماح بمثل هذا العبث لا يهدّد التاريخ وحده، بل يفتح أبوابًا لا يستطيع المجتمع إغلاقها بسهولة إذا ما استُغلت للطروحات الطقسية الشيطانية والمشبوهة.

نطالب ـ باسم كل مصري غيور على تاريخه بوقف هذه الحفلات فورًا ومحاسبة كل مسؤول تورّط بالسماح لها بدءًا من وزارة السياحة والآثار وصولًا إلى من ينظمونها ويستفيدون منها ماليًا.
ليعلم الجميع أن الأهرامات ليست مكانًا لتجارب غامضة ولا طقوس مستوردة من ثقافات مظلمة، بل معبد التاريخ وذاكرة الحضارة وموضع البركة في أرض مصر.

من يعبث بتلك الرموز إنما يعبث بمصير أمة كاملة.
أوقفوا هذا الجنون قبل أن نصحو على كوارث أكبر من مجرد حفلة.
فالتاريخ لا يرحم والأرض لا تنسى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق