أمام المدارس - بوابة المساء الاخباري

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أمام المدارس

أمجد المصري

أمجد عبد الحليم

علي أبواب كثير من مدارسنا الإعدادية و الثانوية ستشاهد كل يوم نفس السلوكيات وإن اختلفت حدتها ومظاهرها من مكان لآخر: شباب صغار يقفون أمام المدارس دون أي علاقة لهم بتلك المدرسة كي يمارسوا البلطجة والتحرش والتنمر وكافة أشكال الخروج عن المألوف على رواد تلك المدارس. لماذا وصلت أخلاق بعض الصغار في أعوامنا الأخيرة إلى هذا المستوى غير المسبوق من الانفلات السلوكي الذى أصبح ينذر بعواقب وخيمة ما لم يتم علاجه؟

في بلادنا التي نعشقها لدينا مشكلات سلوكية وأخلاقية باتت تؤرق كل مهتم بمستقبل الأجيال القادمة بعيدًا عن وضع الرؤوس في الرمال، التحرش والبلطجة أمام المدارس وفي الطرقات ليس إلا نتيجة منطقية لكثير من العوامل التي تؤدى إلي هذه الأفعال غير الأخلاقية والتي يبدأ علاجها بالقضاء عليها من جذورها لتختفي تلك الحوادث والظواهر السلبية من حياتنا. انفتاح زائد دون وعي أو رقابة أسرية على برامج ومواقع الإنترنت بكل ما فيها من سلبيات تشجع الصغار على التقليد الأعمى لظواهر العنف والتحرش وإزعاج الآخرين حتي ولو من باب المزاح، بعد عن القيم والتعاليم الدينية التي تحرم انتهاك الحرمات وخصوصية الناس بشكل يدعو للتساؤل عن مستوى الخطاب الديني المطلوب وطرق تفعيله في المجتمع بشكل معاصر يصل بسهولة إلى عقول النشء والصغار. دراما تليفزيونية وأعمال سينيمائية ترسخ لأفكار البلطجة والتعدى على الناس وتخلط كثيرًا دون تمييز بين شخصية البلطجي وتركيبة الفتوة العادل في الأحياء الشعبية التي جسدتها الدراما المصرية في عقود سابقة. لم يعد الأمر بهذا الرونق الذى كنا نشاهد به أفلام الفتوات سابقًا، وإنما أصبحت نوعًا من البلطجة التي تدمر عقول ووجدان الصغار وتدفعهم إلى تدمير أنفسهم ومجتمعهم دون وعي، ناهيك عن سقوط البعض في بئر المخدرات وتعاطيها بما يؤثر علي سلوكياتهم تجاه الآخرين.

لسنا في المدينة الفاضلة ولكننا أيضًا أمة لها تاريخ حضاري عظيم لا يستوى فيها أن يحدث هذا العبث الأخلاقي ونحن نجاهد من أجل استعادة مكانتنا وريادتنا المستحقة في العالم كله. لا يفكر هؤلاء الصغار في مثل تلك الأمور لأنهم بالفعل لا يفكرون من الأساس فهم غارقون في أغاني المهرجانات وأفلام العنف والتفكك الأسري وضعف الوازع الديني فكيف لهم أن يفكروا؟

علي الجميع في البيت والمدرسة ودار العبادة وأهل الفن والإعلام تقع مسؤولية تربية هذا الجيل حتي لا نصحو يومًا فنكتشف أننا قد أصبحنا شعبًا آخر غير الذى عرفه العالم عبر تاريخنا الطويل الممتد.فليجتهد كل صاحب مسئولية فهذا وطن يستحق النضال من أجله ومن أجل مستقبله.. حفظ الله بلادنا الطيبة من العبث والضحالة.. حفظ الله الوطن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق