هل تبطل الصلاة إذا سلم الإمام قبل إتمام التشهد الأخير؟..عطية لاشين يجيب - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، ويقول صاحبه: "إمامنا لا يعطينا فرصة لقراءة التشهد الأخير كاملاً، ويسلم قبل أن نصلي على سيدنا محمد فيه، مما نضطر معه إلى السلام بعده، فهل صلاتنا صحيحة؟"

وأجاب الدكتور لاشين قائلاً: الحمد لله رب العالمين، قال في القرآن الكريم: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روت عنه كتب السنة: "ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها."

وأوضح أستاذ الفقه أن أفعال وأقوال الصلاة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أركان، أبعاض، وهيئات.
فالركن هو ما لا بد منه لكي يكون بنيان الصلاة قويًّا ومتينًا، وإذا فُقد ركن من أركان الصلاة، يجب الإتيان به إذا تذكره المصلي سريعًا قبل أن يدخل في ركعة جديدة، وإلا بطلت الركعة التي فقد منها الركن، وعلى المصلي أن يعيدها، ثم يسجد سجدتي السهو في نهاية صلاته.

أما إن كان الذي فات المصلي من الأبعاض، كالقنوت أو التشهد الأوسط، فإنه يُجبر بسجود السهو ، وفي حالة ترك هيئة من هيئات الصلاة، كدعاء الاستفتاح أو رفع اليدين في المواضع التي يُسن فيها ذلك، فإن الصلاة تظل صحيحة، ولا يُشرع لها سجود السهو.

وأضاف الدكتور عطية لاشين، بخصوص واقعة السؤال، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير تعد ركنًا عند الشافعية والحنابلة، وهي مروية عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما، وهو أيضًا قول الشعبي من كبار التابعين.

واستدل بذلك بما ورد عن الصحابة أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟" فقال صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللهم صلِّ على محمد"، والأمر في الحديث يفيد الوجوب.

وأشار إلى أن مذهب الأحناف يرى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير سنة وليست ركنًا، وبالتالي لا تبطل الصلاة بتركها.

واختتم الدكتور لاشين نصيحته للسائل قائلاً: خروجًا من هذا الخلاف بين المذاهب، يُشرع لك ألا تسلم مع الإمام مباشرة، بل تؤخر السلام قليلاً حتى تُتم التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا لم تكن تعلم هذا الحكم وسلمت فور سلام الإمام، فلا حرج عليك، وصلاتك صحيحة بإذن الله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق