د. هبة عيد تكتب: املأوا أعينكم من وجوه من تحبون قبل فوات الأوان - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في زحمة الحياة، نُفاجأ بأننا نؤجل كل ما هو حقيقي. نؤجل زيارة، مكالمة، لقاء، كلمة حب، أو حتى ابتسامة كان يمكن أن تُعيد روحًا تاهت في مشقتها اليومية. نظن أن الأحبة باقون، وأن الوقت ممتد، وأن الفرص تتكرر. لكن الحقيقة أننا نخسر الناس على غفلة، ونكتشف متأخرين أن العمر لا يمنحنا أكثر من فرصة واحدة مع كل قلب صادق.

"املأوا أعينكم من وجوه من تحبون" ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي وصية للحياة. فمن المؤلم أن نعيش على ذكرى ضحكاتٍ لم نشاركها، وكلماتٍ جميلة أخفيناها، ومشاعر كتمناها حتى خنقها الصمت. كم من شخص كان بيننا بالأمس يملأ الحياة حضورًا، واليوم صارت ذكراه تؤلم القلب كلما مرّ اسمه في حديث أو صورة؟.

ليس عيبًا أن نُظهر محبتنا، ولا ضعفًا أن نسأل عن من نحب ونقترب منهم. فهناك قلوب تنتظر كلمة، وهناك أرواح لا تحتاج أكثر من احتواء بسيط لتستمر. اسألوا عن أحبتكم مهما باعدت بينكم المسافات، واعتذروا إذا أخطأتم، وسامحوا إذا أحببتم، فالعمر أقصر من أن نقضيه في خصام وكبرياء لا فائدة منه.

اقتربوا من أهلكم… فالأم حين ترحل لا تُعوَّض، والأب حين يغيب يسقط سندٌ من الروح لا يمكن استبداله. حافظوا على أصدقائكم الحقيقيين، فهم أوطان صغيرة في قلوبنا. واهتموا بمن يهتم بكم، فليس كل من حولنا يبقى، ولا كل من يرحل يعود.

اصنعوا ذكريات جميلة مع من تحبون، فهذه الذكريات ستكون عزاءكم حين يداهمكم الفقد يومًا ما. التقطوا الصور، اكتبوا الرسائل، تحدثوا طويلًا، وعيشوا بحب… فالحب لا يُقاس بما نقوله، بل بما نفعله قبل فوات الأوان.

أحبوهم الآن… قبل أن تشتاق أعينكم لملامح لن تراها،
وقبل أن يبحث صوتكم عن أسماء سكنت المقابر،
وقبل أن تقولوا: ليتني قلت… ليتني فعلت… ليت العمر عاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق