بابا الفاتيكان يشيد بدور السينما في إعادة الإنسان إلى ذاته .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكّد البابا لاون الرابع عشر بابا الفاتيكان على أن السينما تمتلك قدرة فريدة على ملامسة جوهر الإنسان وإحياء الرجاء في داخله، مشدداً على أن الفن الحقيقي يجب ألا يهرب من هشاشة الإنسان ومعاناته، وجاء ذلك خلال لقائه ممثلي عالم السينما، اليوم السبت في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان.

السينما.. من "اللعبة البصرية" إلى مختبر الرجاء

أشار البابا في كلمته إلى أن السينما، رغم بلوغها 130 عامًا، ما تزال "فنًا يافعًا حالماً يحمل شيئًا من القلق"، إلا أنها سرعان ما تجاوزت حدود الإبهار لتتحول إلى وسيلة لفهم الحياة والتأمل في عمق التجربة الإنسانية.

وقال البابا إن السينما، بوصفها فنًا شعبيًا موجّهًا للجميع، تمتلك قدرة استثنائية على "ربط الترفيه بالمغامرة الروحية للكائن البشري"، مؤكداً أن إحدى أعظم قيمها هي مساعدة المشاهد على النظر إلى نفسه والعالم بعيون جديدة واكتشاف الرجاء الذي يحتاجه ليستكمل حياته.

السينما كمساحة بحث وتأمل

وأوضح البابا أن دخول قاعة السينما هو أشبه "بعبور عتبة نحو عالم مختلف"، حيث يعود العقل للتأمل، ويُتاح للقلب استقبال ما لم يكن يتوقعه. وفي زمن تغمره الشاشات الرقمية وتدفق المعلومات، شدّد على أن السينما ليست مجرد شاشة، بل "ملتقى للرغبات والذكريات والأسئلة العميقة".

وأضاف أن الفن السينمائي قادر على منح معنى للألم، وتوسيع الخيال، وتربية نظرة الإنسان للعالم من جديد.

دعوة لحماية المسارح ودور السينما من الاندثار

حذّر البابا من التراجع الملحوظ في وجود دور السينما والمسارح داخل المدن، معتبراً إياها "قلوباً نابضة" تدعم إنسانية المجتمعات. ودعا المؤسسات الثقافية إلى التعاون من أجل صون هذه الأماكن ودورها الاجتماعي.

ضد منطق الخوارزميات… ومع بطء الفن وجرأة الأسئلة

شدّد البابا لاون الرابع عشر على ضرورة مقاومة هيمنة الخوارزميات التي تعيد إنتاج ما ينجح فقط، داعياً الفنانين إلى الدفاع عن الاختلاف، والبطء عندما يلزم، والصمت عندما يصبح الكلام ثقيلاً.

وقال: "الجمال ليس مجرد هروب، بل هو دعوة"، مؤكداً أن السينما الأصيلة لا تكتفي بالعزاء بل تطرح الأسئلة المؤلمة وتحفّز الدموع المخفية داخل الإنسان.

الفن الحقيقي يرافق الألم ولا يستغله

وحثّ البابا صنّاع السينما على عدم الخوف من مواجهة جراح العالم: العنف، الفقر، المنفى، الوحدة، الإدمان والحروب. مؤكداً أن السينما العظيمة لا تستغل الألم بل ترافقه وتمنحه صوتاً.

وأضاف بانه لا يجب على الفن أن يهرب من سرّ الهشاشة، بل عليه أن يصغي إليه وأن يتوقف أمامه"، معتبراً أن السينما تحمل في طياتها قدرة على تهذيب النظرة الإنسانية.

تكريم العاملين خلف الكواليس

وتوقف البابا عند الطابع الجماعي لصناعة السينما، مؤكدًا أن نجاح أي فيلم يعتمد على مئات العاملين خلف الكواليس: التقنيين، المصورين، مهندسي الصوت، خبراء المونتاج، الكُتاب، مصممي الديكور، وغيرهم.

وأكد أن هذا التعاون يُظهر أن الفن قادر على تجاوز الفردانية السائدة في العصر الحديث.

رسالة ختامية: كونوا "صانعي رجاء"

وختم البابا كلمته بالدعاء للحاضرين قائلاً: "ليبارككم الرب ويبارك عملكم وحجّكم الإبداعي، لكي تكونوا صانعي رجاء"، مؤكدًا أن السينما يجب أن تبقى بيتًا للقاء ولغة سلام تكشف جزءًا من سر الله في العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق