قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن السهو الذي يقع في الصلاة تتنوع أحكامه، فبعض صور السهو يكفي فيها سجود السهو وحده، بينما توجد حالات أخرى لا يجبرها السجود فقط وتحتاج إلى استكمال ما نقص من أركان الصلاة.
وأوضح أن من أمثلة ذلك نسيان ركعة كاملة، فهذه لا يكفي فيها السجود للسهو، بل يجب على المصلي تعويض الركعة المفقودة ثم الإتيان بسجود السهو قبل التسليم أو بعده وفق ما هو جائز في المسألة.
وأشار إلى أن ترك التشهد الأوسط يعد من السنن التي يجبرها سجود السهو وحده، ولا تستدعي إضافة ركعة جديدة لأن هذا النوع من السهو لا يتعلق بركن من أركان الصلاة.
كما أكد أن من غفل عن أداء سجود السهو فإن صلاته تبقى صحيحة لأنه من السنن وليس من الأركان الواجبة، وبالتالي لا تبطل الصلاة بتركه.
متى نسجد للسهو
أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية حكم من نسي سجدة من السجدتين الواجبتين في الصلاة ثم تذكر بعد انتهائها، مبينة أنه إذا كان زمن التذكر قريبا من وقت الفراغ من الصلاة فعلى المصلي أن يأتي بركعة كاملة ثم يسلم، أما إذا طال الفصل فعليه إعادة الصلاة كاملة لأنها لا تُجبر في هذه الحالة.
وفيما يخص سجود السهو بينت اللجنة أنه سنة مؤكدة شرعها الشرع الشريف لجبر الخلل الذي يحدث في الصلاة سواء كان زيادة أو نقصا، وأن صورته أن يسجد المصلي سجدتين قبل السلام أو بعده.
واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرشد فيه إلى طرح الشك والبناء على اليقين ثم السجود للسهو، كما ذكرت قصة ذي اليدين الواردة في الصحيحين والتي سجد فيها النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام.
حالات يشرع فيها سجود السهو
وقد حددت اللجنة خمس حالات يشرع فيها سجود السهو وهي إذا سلم المصلي قبل إتمام صلاته، أو حصلت منه زيادة في الصلاة، أو نسي التشهد الأول، أو نسي سنة من سنن الصلاة، أو وقع في شك حول عدد الركعات فيجعل الأقل هو المعتمد ويسجد للسهو.
وتطرقت إلى مسألة موضع سجود السهو وهل يكون قبل السلام أو بعده، مؤكدة أنه لا خلاف بين الفقهاء في جواز الأمرين، لكنهم يختلفون في الأفضل والمسنون.
فالإمام أبو حنيفة يرى أن الأولى أن يكون السجود بعد السلام عند الزيادة والنقصان، بينما يرى الإمام مالك أن السجود قبل السلام هو الأفضل عند النقص وبعد السلام هو الأفضل عند الزيادة، أما الإمام الشافعي فيرى أن السجود قبل السلام هو الأولى في الحالتين معا، في حين يجيز الحنابلة للمصلي الاختيار بين الأمرين.
كما أشارت إلى ما ذكره الإمام ابن قدامة عند حديثه عن مواضع السجود وفق مذهب الإمام أحمد بن حنبل، حيث بيّن أن الأصل أن يكون سجود السهو قبل السلام باستثناء موضعين ورد فيهما النص بالسجود بعد السلام وهما إذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة أو إذا اجتهد الإمام فبنى على غالب ظنه، وما سوى ذلك فالسجود فيه يكون قبل السلام حسب ما نص عليه الإمام أحمد في رواية الأثرم.









0 تعليق