التفاصيل الكاملة للخطة الأمريكية لتقسيم غزة لمنطقتين حمراء وخضراء - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الولايات المتحدة تخطط لتقسيم غزة على المدى الطويل إلى "منطقة خضراء" تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية والدولية، حيث تبدأ إعادة الإعمار، و"منطقة حمراء" تُترك أنقاضًا.

خطة أمريكية لتقسيم غزة

f4daee5d80.jpg

ووفقا للخطة الأمريكية لتقسيم غزة ستنتشر قوات أجنبية في البداية إلى جانب الجنود الإسرائيليين في شرق غزة، تاركةً القطاع المدمر مقسمًا بواسطة "الخط الأصفر" الذي تسيطر عليه إسرائيل حاليًا، وفقًا لوثائق التخطيط العسكري الأمريكي التي اطلعت عليها صحيفة الجارديان ومصادر مطلعة على الخطط الأمريكية.

تثير الخطط العسكرية الأمريكية تساؤلات جدية حول التزام واشنطن بتحويل وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه الشهر الماضي إلى تسوية سياسية دائمة مع حكم فلسطيني في جميع أنحاء غزة، وهو ما وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بعد أسابيع من الترويج الأمريكي لإعادة الإعمار عبر إقامة مخيمات لمجموعات صغيرة من الفلسطينيين، تُعرف باسم "المجتمعات الآمنة البديلة"، أُلغيت هذه الخطط هذا الأسبوع، وفقًا للمسؤول الأمريكي قائلا : "هذه لمحة سريعة عن مفهوم طُرح في وقتٍ ما. لقد تجاوزوه بالفعل".

أعلنت المنظمات الإنسانية، التي أعربت مرارًا وتكرارًا عن مخاوفها الكبيرة بشأن نموذج "المجتمعات الآمنة البديلة"، يوم الجمعة، أنها لم تُبلّغ بعد بتغيير الخطط.

غموض مصير غزة

فبدون خطة عملية لنشر قوة حفظ سلام دولية، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار واسعة النطاق، تُواجه غزة خطر الانزلاق إلى حالة من الغموض بعد عامين من الحرب المدمرة.

وأضاف المسؤول الأمريكي: "الخطوة الأولى هي الحصول على القرار، ولن تُقدّم الدول التزامات حازمة حتى تطّلع فعليًا على الصياغة التي تمّ إقرارها".

واستبعد ترامب نشر أي جنود أمريكيين على الأرض لتمهيد الطريق لانسحاب إسرائيلي، أو تمويل إعادة الإعمار. 

وقال مصدر دبلوماسي: "لقد كانت الولايات المتحدة واضحة تمامًا في رغبتها في وضع الرؤية لا دفع ثمنها".

قوات أوروبية في غزة

المجلس الوطني الفلسطيني: قوات الاحتلال لا تزال موجودة على 54% من مساحة قطاع غزة

في وقت سابق من هذا الشهر، وضعت القيادة المركزية الأمريكية الإقليمية خططًا لوضع قوات أوروبية - تضم مئات الجنود البريطانيين والفرنسيين والألمان - في قلب قوات الأمن العراقية، وفقًا لوثائق اطلعت عليها صحيفة الجارديان.

وتشمل هذه القوات ما يصل إلى 1500 جندي مشاة من المملكة المتحدة، يتمتعون بخبرة في مجال إبطال القنابل والمسعفين العسكريين، وما يصل إلى 1000 جندي فرنسي لتغطية تطهير الطرق والأمن.

كما أرادت الولايات المتحدة قوات من ألمانيا وهولندا ودول الشمال الأوروبي للتعامل مع المستشفيات الميدانية والخدمات اللوجستية والاستخبارات.

وصف أحد المصادر هذه الخطط بأنها "وهمية" فبعد مهام طويلة في العراق وأفغانستان، قلة قليلة من القادة الأوروبيين على استعداد للمخاطرة بحياة جنودهم في غزة، على الرغم من تعهدهم بتقديم دعم آخر وإيطاليا فقط هي التي عرضت مساهمة محتملة بقوات.

وُضعت علامة "غير سرية" على الوثائق، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة لم تعتبر الخطط العسكرية بالغة الحساسية، ويبدو أنها اصطدمت بالواقع في غضون أيام.

قال مسؤول أمريكي إن الأرقام الواردة في الوثائق تضمنت "العديد من المغالطات"، وإن واشنطن لم تتوقع أن تُشكل القوات الأوروبية نواة قوات الأمن الإسرائيلية، مُضيفًا أن التخطيط لغزة يسير بخطى سريعة.

وأقرّ المسؤول الأمريكي قائلًا: "إنها عملية ديناميكية للغاية، ومتغيرة باستمرار. هناك قلة من الناس يفهمون هذا الأمر ويديرونه بأنفسهم".

قوات أردنية في غزة

ملك الأردن يؤكد أولوية وقف إطلاق النار في غزة ويحذر من تفجر صراع جديد بالضفة الغربية
 

وُضعت الأردن كجهة مُحتملة للمساهمة بمئات من جنود المشاة الخفيفة وما يصل إلى 3000 ضابط شرطة، على الرغم من أن الملك عبد الله استبعد صراحةً إرسال قوات لأن بلاده "قريبة سياسيًا للغاية" من غزة.

أكثر من نصف الأردنيين من أصل فلسطيني، والموافقة على حراسة آثار المنطقة بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية ستُشكل تهديدًا غير مرغوب فيه للأمن القومي الأردني.

واعتبارًا من يوم الخميس، كان الجيش الأمريكي يتوقع مساهمات أساسية من مجموعة واسعة وسخية تُوصف بـ"حلف الناتو وشركائه"، والتي تضم دولًا من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

ينص "مفهوم عمل" أمريكي لقوات الأمن الإسرائيلية على أن القوات ستخدم في "المنطقة الخضراء" فقط. وتتصور الولايات المتحدة أن الانتشار "يبدأ على نطاق صغير" في منطقة محدودة ببضع مئات من الجنود، ثم يتوسع تدريجيًا ليصل إلى قوة كاملة قوامها 20 ألف جندي في جميع أنحاء المنطقة.

لن تعمل على الجانب الغربي من "الخط الأصفر"، حيث تعيد حماس فرض سيطرتها وقال المسؤول الأمريكي: "لن تغادروا المنطقة الخضراء".

توضح وثيقة أخرى خططًا لجنود أجانب لإدارة المعابر على طول خط السيطرة بعد "الاندماج" مع القوات الإسرائيلية المتمركزة على طوله، وهي مهمة من المرجح أن تثير قلق الدول المساهمة بقوات.

وقال المسؤول الأمريكي إن إعادة توحيد غزة جزء من عملية "دفعها نحو الاستقرار والسلام الدائم والانتقال إلى الحكم المدني"، لكنهم أضافوا أنه من المستحيل تحديد موعد لذلك.

قوة شرطة فلسطينية

57e1278709.jpg
الشرطة الفلسطينية

تصف خطة ترامب المكونة من 20 نقطة قوة شرطة فلسطينية جديدة بأنها "الحل الأمني ​​الداخلي طويل الأمد" لغزة، لكن المخططين الأمريكيين لم يُسندوا إليها سوى دور محدود. 

يدعو المخطط إلى تجنيد 200 عنصر في البداية، على أن يزداد العدد على مدار عام ليصل إلى قوة تتراوح بين 3000 و4000 ضابط، أي ما يعادل واحدًا فقط من كل خمسة من الانتشار الأمني ​​المخطط له.

يرى المخططون العسكريون الأمريكيون أيضًا أن إعادة الإعمار داخل "المنطقة الخضراء" جزء من مسار غامض لإعادة توحيد غزة من خلال إقناع المدنيين الفلسطينيين بالعبور عبر خط السيطرة الإسرائيلية.

ومع ذلك، حتى تحديد "منطقة خضراء" في غزة يُثير احتمال مقارنتها بالعراق وأفغانستان، حيث أصبحت هذه العبارة مرادفة لإخفاقات الجيش الأمريكي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق