وجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نداءً عاجلًا إلى الشعب الأمريكي للتوحد مع فنزويلا من أجل الحفاظ على سلام الأمريكتين، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين واشنطن وكراكاس. وقال مادورو، في مقابلة حصرية مع شبكة "سي إن إن"، إن الولايات المتحدة يجب ألا تنخرط في صراع طويل آخر، مؤكدًا أن الوقت قد حان لوقف الحروب غير العادلة، في إشارة ضمنية إلى النزاعات السابقة مثل ليبيا وأفغانستان. وقد كرر مادورو رسالته للسلام باللغة الإنجليزية عند سؤاله عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا ببساطة: "نعم للسلام، نعم للسلام".
ويأتي هذا التحرك في إطار جهود مادورو لتوسيع دعوته للولايات المتحدة والشعب الأمريكي للانتباه إلى ما وصفه بالتصعيد العسكري غير المبرر، مؤكدًا أن الهدف النهائي هو حماية المنطقة من نزاعات جديدة تهدد الاستقرار الإقليمي، وجعل قضية سلام الأمريكتين محور اهتمام عالمي، خصوصًا مع تصاعد احتمالات مواجهة عسكرية مفتوحة بين الطرفين.
ويشمل التصعيد العسكري الأمريكي نشر حوالي 15 ألف جندي في منطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى أكثر من 12 سفينة حربية بينها حاملة طائرات وُصفت بأنها "أكثر منصة قتالية فتكا" في البحرية الأمريكية، وهو أكبر وجود عسكري منذ غزو بنما عام 1989. كما نفذت القوات الأمريكية أكثر من 20 ضربة ضد سفن يُشتبه في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 80 شخصًا.
وردت فنزويلا على هذه التحركات بإطلاق تعبئة كبيرة للعسكريين وقوات الميليشيات المدنية، التي تمارس تدريبات واسعة في مختلف أنحاء البلاد استعدادًا لأي تهديد محتمل من الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الدفاع الوطني والتأكيد على استعداد فنزويلا لمواجهة أي تصعيد محتمل. كما تم إقامة عوائق مضادة للمركبات على الطريق السريع الرئيسي من كاراكاس إلى الساحل، كجزء من الاستعدادات الدفاعية المتكاملة، وهو ما يعكس حرص كراكاس على حماية بنيتها التحتية والسكان المدنيين في مواجهة أي تهديد محتمل.
وتصر الولايات المتحدة على أن التصعيد العسكري الأمريكي يهدف إلى تعطيل تدفق المخدرات إلى أراضيها، بينما ترى فنزويلا أن الهدف الحقيقي هو فرض تغيير النظام. ويأتي هذا التوتر في وقت يزداد فيه القلق الإقليمي والدولي بشأن احتمالات مواجهة أوسع قد تهدد الاستقرار في الأمريكتين.
ومن خلال دعوته المباشرة للسلام وطلب التضامن من الشعب الأمريكي، يسعى مادورو إلى تسليط الضوء على ضرورة التهدئة وفتح قنوات دبلوماسية، في محاولة لمنع انفجار الأوضاع وتحويل النزاع إلى مواجهة عسكرية شاملة، مؤكدًا أن سلام الأمريكتين يجب أن يكون الهدف الأعلى لكل الأطراف.














0 تعليق