أيمن أبو عمر: الإسلام يعلّمنا ألا نحكم إلا بالظاهر ونجعل الباطن لله وحده - الفجر سبورت

صدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء الأزهر الشريف، أن منهج الإسلام الواضح في التعامل مع الناس يقوم على الحكم بالظاهر دون التطرق إلى ما في القلوب، لأن النيات من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، مشددًا على أن الحكم على الناس يكون بما يظهر من أقوالهم وأفعالهم، أما الباطن فحسابه عند الله وحده.

وخلال لقاء تلفزيوني، أوضح الدكتور أيمن أن حديث النبي ﷺ في موقفه مع أسامة بن زيد رضي الله عنهما يمثل حدًّا فاصلاً بين ما هو من اختصاص البشر وما هو من اختصاص الله تعالى، فالنبي ﷺ علّم الأمة أن النيات لا تُفتَّش ولا تُحكم، لأن الإخلاص سرٌّ بين العبد وربّه لا يراه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده.

وأشار إلى أن النبي ﷺ قد عاتب أسامة بن زيد بشدة عندما قتل رجلًا نطق بقول «لا إله إلا الله»، فقال له الرسول ﷺ: «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!»، موضحًا أن الضابط في الحكم كان الكلمة الظاهرة التي نطق بها الرجل، لا ما في باطنه أو ما نواه في قلبه، لأن الحكم في الدنيا يكون على الظاهر فقط، أما الباطن فحسابه عند الله يوم القيامة.

وبيّن الدكتور أيمن أبو عمر أن النبي ﷺ أرسى هذا المبدأ العظيم مرة أخرى عندما جاءه أحد الأنصار يستأذنه في قتل رجل معروف بالنفاق، فقال له النبي ﷺ: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟»، فأجاب: بلى، ولكن لا شهادة له. فقال النبي ﷺ: «أليس يصلي؟»، قال: بلى، ولكن لا صلاة له.

 فقال النبي ﷺ: «فهؤلاء الذين نُهينا أن نقتلهم»، في إشارة واضحة إلى أن الحكم لا يكون بالنوايا أو الظنون بل بما يظهر من أعمال الناس أمامنا.

وأضاف العالم الأزهري أن الرسول ﷺ لم يُؤمر أن يشق عن قلوب الناس أو يبحث في أسرارهم، وإنما علّمنا أن نحكم بما نراه ونسمعه من ظاهر القول والعمل، مؤكدًا أن الله وحده هو الذي يعلم ما تخفي الصدور ويحاسب عليه، مصداقًا لقوله تعالى: «يوم تُبلَى السرائر».

وختم الدكتور أيمن حديثه بالتأكيد على أن هذا المبدأ النبوي هو ضمانة للعدل بين الناس وحماية للمجتمعات من التسرع في الحكم وسوء الظن، داعيًا إلى التمسك بتعاليم الإسلام في الرحمة والإنصاف، والابتعاد عن محاكمة النيات أو تفسير الأعمال بما لا نعلم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق