بين التسلية والتعلم والإدمان.. تأثير الألعاب الرقمية على الدماغ .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في أسلوب الترفيه، إذ أصبح الشباب والأطفال يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف وأجهزة الحاسوب، منغمسين في عالم الألعاب الرقمية الذي يجمع بين المتعة والتحدي والتعلم، وقد لاحظ العلماء أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد وسيلة تسلية، بل أصبحت تؤثر بشكل مباشر على قدرات الدماغ والسلوك اليومي، وفقًا لتقارير جمعية علم النفس الأمريكية APA لعام 2023.

كيف تؤثر الألعاب الرقمية على الدماغ؟ 

أثبتت الدراسات أن الألعاب الرقمية تزيد من قدرة الدماغ على التركيز وحل المشكلات، إذ تتطلب مستويات عالية من التخطيط واتخاذ القرار السريع، كما تعمل على تعزيز التنسيق بين العين واليد، وتطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وأظهرت أبحاث عدة أن الألعاب التعليمية الموجهة للأطفال قادرة على رفع مستوى التحصيل الدراسي وتحفيز مهارات التعلم الذاتي عند الالتزام بوقت محدد للعب، ما يجعلها أداة تعليمية فعّالة جنبًا إلى جنب مع الترفيه.

ولكن لا يخلو الأمر من تحديات كبيرة، فالإفراط في اللعب قد يؤدي إلى تغييرات في نشاط الدماغ المرتبط بالمكافأة، مما يزيد من احتمالية الإدمان الرقمي، وقد لاحظ الباحثون أن هذه الظاهرة تؤثر على النوم وتقلل من الانتباه في الدراسة والعمل، كما قد تسبب صعوبات في ضبط الانفعالات والتفاعل الاجتماعي الواقعي، لا سيما بين المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة بلا رقابة أو توجيه.

استخدمت بعض الألعاب الحديثة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكييف مستوى الصعوبة وفق أداء اللاعب، ما يعزز من تحفيز الدماغ ويخلق شعورًا بالتقدم المستمر، وظهرت منصات تعليمية تربط الألعاب الرقمية بالمحتوى الدراسي، مثل الألعاب التي تعلم البرمجة أو المهارات الحسابية بطريقة تفاعلية، ما يثبت أن التقنية ليست مجرد تسلية بل يمكن أن تكون محفزًا للتعلم وتنمية المهارات إذا ما أُديرت بحكمة.

كما استعرضت بعض الدراسات تأثير الألعاب الاجتماعية على الدماغ، إذ تتيح التفاعل الجماعي الافتراضي تطوير مهارات التعاون والعمل ضمن فريق، كما توفر شعورًا بالإنجاز والانتماء، وفي المقابل، حذّر الخبراء من أن الإفراط في هذه الألعاب قد يحوّلها إلى مصدر ضغط نفسي أو انعزال اجتماعي، ما يؤثر على الصحة النفسية على المدى الطويل.

توصي الأبحاث بتطبيق مبدأ "الوقت المحدد والاختيار الواعي للألعاب"، حيث يمكن للأهل والمعلمين الاستفادة من الألعاب الرقمية دون الوقوع في فخ الإدمان، وبالموازنة بين التسلية والفائدة، تصبح الألعاب الرقمية أداة لتعزيز قدرات الدماغ وتحفيز التعلم والإبداع، مع الحفاظ على الصحة النفسية والتوازن الاجتماعي.

وتؤكد التجارب الحديثة أن الألعاب الرقمية سلاح ذو حدين، تمنح العقل متعة وتحفيزًا معرفيًا، لكنها تتطلب إدارة واعية للوقت والمحتوى، فحين يستخدمها اللاعب بحكمة، تتحول دقائق اللعب إلى فرص للنمو العقلي والمهاري، بينما يحافظ على التوازن بين التسلية والتعليم والحياة الواقعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق