بدأت محافظة الوادي الجديد، اليوم الأربعاء، خطوات عملية لإطلاق مركز تكنولوجي مطوَّر بديوان عام المحافظة بمدينة الخارجة، بعدما أعلن اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم بدء تنفيذ المشروع خلال جولة تفقدية رافقته فيها نائبة المحافظ حنان مجدي، وبحضور عدد من التنفيذيين المعنيين.
ووجّه المحافظ بسرعة التنسيق مع وزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لتوفير الأجهزة والأثاث اللازم، تمهيدًا للافتتاح وبدء التعامل الجماهيري.
تسريع التجهيز والتشغيل
أوضح الزملوط أنّ العمل جارٍ على إنشاء مبنى المركز التكنولوجي ورفع كفاءة البنية الداخلية له، مع التوجيه بإعداد فرق تشغيل وتدريب مبكرًا لضمان انطلاق الخدمات بمجرد اكتمال التجهيزات. وشدّد على اعتماد إجراءات تشغيل مرِنة تتيح للمواطن إنهاء معاملاته من نافذة واحدة وتقليل زمن الانتظار، من خلال الربط مع الجهات الشريكة إلكترونيًا.
أكواد تميّز ومعايير حديثة
أشاد المحافظ بأعمال التأهيل وفقًا لأحدث «أكواد التميّز» المعتمدة للمبانـي الحكومية الذكية والخدمة الجماهيرية، بما في ذلك اشتراطات السلامة، وسهولة الوصول لذوي الهمم، وترشيد الطاقة، وتحسين تجربة المتعامل داخل قاعات الخدمة. وتشارك جهات مصرية متخصصة في إعداد الأكواد والمعايير التصميمية للمباني الذكية والخضراء بما ينعكس على جودة المنشآت الحكومية الحديثة.
رقمنة المحليات وخدمات «النافذة الواحدة»
يستند المركز الجديد إلى منظومة رقمنة المحليات التي توسّعت خلال السنوات الأخيرة عبر «بوابة خدمات المحليات»؛ إذ تُتيح للمواطن الاستعلام والتقديم ومتابعة الطلبات إلكترونيًا، والتعرّف على المستندات والرسوم وإجراءات الخدمات قبل التوجّه للمركز، بما يقلّل الاحتكاك ويعزّز الشفافية. وتشمل حزمة الخدمات تراخيص المحال والإشغالات، وخدمات الهندسة والتنظيم، وخدمات مواطنين متنوّعة، مع إتاحة المتابعة الإلكترونية لطلبات قُدمت عبر البوابة أو المراكز التكنولوجية.
طاقة استيعابية أكبر وخريطة خدمات أوسع
ووفق بيانات وزارة التنمية المحلية، توسّعت المراكز التكنولوجية في المحافظات لتقديم عشرات الخدمات المميكنة، مع تطوير قدرات العاملين ورفع كفاءتهم عبر التدريب الدوري والمرور الميداني، ما يرفع الطاقة الاستيعابية ويُحسّن جودة الخدمة. وجرى التأكيد خلال منتصف 2025 على أن المراكز تقدّم ما يصل إلى نحو 186 خدمة للمواطنين، في إطار التكامل مع جهود التحول الرقمي والتدريب المستمر للعاملين.
تسهيل رحلة المتعامل وتقليل زمن الخدمة
يستهدف مركز الوادي الجديد إتاحة مكتب أمامي موحّد لاستلام الطلبات ومكتب خلفي لمعالجتها رقميًا وربطها بالجهات المعنية، بما يضمن تتبّع الطلب خطوة بخطوة وإخطار المتعامل بمستجدات ملفه. كما تُسهم البوابات الرقمية في تقليل الزيارات المتكرّرة للمواطنين، مع توحيد نماذج الطلبات وتقليل المستندات المتبادلة ورقيًا. وتؤكد الوزارة أن البوابة الإلكترونية تسمح بالتقديم على عشرات الخدمات عبر الإنترنت ومتابعتها عن بُعد، ما يخفف الضغط على الشبابيك ويُسرّع دورة العمل.
دعم التيسير والشفافية
يواكب تشغيل المركز توجّه المحافظة لتعزيز الشفافية عبر لوحات إرشادية رقمية تُظهر زمن إنجاز المعاملة والمتطلبات والرسوم، مع توفير قنوات للشكاوى والمقترحات وقياس رضا المتعاملين. ويعتمد التطوير على التكامل مع قواعد بيانات الجهات الحكومية لضمان دقة البيانات وتقليل الأخطاء البشرية، وإتاحة الدوران الآلي للملفات داخل المنظومة بدلًا من انتقال المواطن بين المكاتب.
خلفية تاريخية
تعود فكرة «المراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين» إلى حزمة إصلاحات إدارية سعت لتحديث خدمات المحليات وتطبيق مفهوم «النافذة الواحدة» وربط الوحدات المحلية إلكترونيًا، بالتوازي مع رؤية مصر 2030 للتحوّل الرقمي. وخلال الأعوام الأخيرة توسّعت الدولة في نشر المراكز وتطوير بوابة خدمات المحليات (LGS) التي تتيح التعرف على الإجراءات والمستندات وسداد الرسوم والاطلاع على حالة الطلبات، كما نُشرت مواد توعوية رسمية تؤكد دور هذه المراكز في تسهيل الخدمات المحلية وتسريعها.
وتوضح البيانات المنشورة أن المنظومة مستمرة في التوسّع ورفع كفاءة العاملين وتحديث القوائم الخدمية، ما يجعل إطلاق مركز الوادي الجديد حلقة جديدة في سلسلة تحديث المحليات وإتاحة الخدمات الرقمية للمواطنين في المحافظات النائية.
0 تعليق