شهد الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها فعاليات المائدة المستديرة الثانية لأصحاب الأعمال التي نظمها مركز التطوير المهني بالجامعة تحت عنوان "المستقبل المهني لخريجي الجامعات في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي"، وذلك بحضور الدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعدد من قيادات الجامعة، والمدير التنفيذي لمركز التطوير المهني، وبمشاركة نخبة من رجال الصناعة والمجتمع الأكاديمي والمختصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
وخلال كلمته أكد الدكتور ناصر الجيزاوي أن جامعة بنها تولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل خريجيها لمواكبة متطلبات سوق العمل في ظل التحولات التكنولوجية السريعة، مشيرًا إلى أن المستقبل المهني في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يفتح آفاقًا واسعة للإبداع والابتكار أمام الشباب، لكنه في الوقت نفسه يتطلب عقلًا مرنًا وقدرة على التكيف ومهارات رقمية متقدمة.
وأضاف رئيس الجامعة أن جامعة بنها حريصة على دعم ثقافة التحول الرقمي والاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات التعليمية والإدارية، مؤكداً أن النجاح لم يعد مرتبطًا بالتخصصات التقليدية فقط، بل أصبح قائمًا على امتلاك مهارات متعددة تجمع بين المعرفة التقنية والإبداع الفكري.
وأوضح "الجيزاوي" أن الجامعة تعمل بشكل مستمر على تحديث برامجها الأكاديمية لتواكب احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، وتتماشى مع تحديات الثورة الصناعية الرابعة، مشددًا على أهمية توجيه مشروعات التخرج نحو تطبيقات عملية تخدم خطط الدولة في مجالات التحول الرقمي والاستدامة والطاقة النظيفة، إلى جانب تشجيع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التعليمية في التدريس والتقييم داخل القاعات الجامعية.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن المائدة المستديرة تناولت عدة محاور رئيسية، من بينها وظائف المستقبل والتحولات الرقمية، حيث تم مناقشة التغيرات الجوهرية التي ستشهدها خريطة الوظائف خلال العقد القادم، في ظل صعود الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، موضحًا أن هناك وظائف ستندثر أو تقل أهميتها، مقابل ظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات رقمية وتحليل بيانات وأمن سيبراني.
كما تناولت الجلسات محور الاستدامة والاقتصاد الأخضر باعتباره أحد مجالات العمل المستقبلية المهمة، من خلال تأثير سياسات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة على سوق العمل، والمهارات التي يحتاجها الخريجون لمواكبة متطلبات الاقتصاد الأخضر، وخطط أصحاب الأعمال لتوظيف الكفاءات الشابة في هذه المجالات الحيوية.
وتطرقت المائدة كذلك إلى محور ريادة الأعمال والابتكار كمسار بديل للتوظيف، حيث تمت مناقشة مدى إمكانية أن يكون إنشاء مشروع ناشئ بديلًا للتوظيف التقليدي، والتحديات التي تواجه الشباب عند تأسيس شركات ناشئة، وكيف يمكن للجامعة أن تدعمهم من خلال الحاضنات التكنولوجية وبرامج التدريب وريادة الأعمال، إضافة إلى سبل التعاون مع القطاع الخاص لاحتضان الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى مشروعات حقيقية تسهم في الاقتصاد الوطني.
وفي محور الذكاء الاصطناعي والتعليم التفاعلي، ناقش المشاركون أهمية دمج التقنيات الرقمية في المناهج الجامعية، وإعداد الخريجين بالمهارات التقنية المطلوبة لوظائف المستقبل، إلى جانب مناقشة آراء أصحاب الأعمال حول الشهادات المصغرة (Micro Credentials) والتدريب المتخصص عبر الإنترنت، ومدى قدرتها على سد الفجوة بين التعليم الجامعي التقليدي ومتطلبات سوق العمل الحديثة.
وفي ختام اللقاء، خرج المشاركون بعدد من التوصيات المهمة، تضمنت:
تحديث المقررات الدراسية لتشمل موضوعات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتحليل البيانات والاقتصاد الأخضر وريادة الأعمال، وتدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التعليمية في التدريس والتقييم، وتفعيل قنوات التواصل المنتظمة بين الجامعة ومؤسسات القطاعين الصناعي والخدمي لتحديث احتياجات سوق العمل بشكل دوري، إلى جانب توسيع فرص التدريب الميداني والتطبيقي داخل المؤسسات الشريكة، وتوجيه مشروعات التخرج نحو تطبيقات تخدم خطط الدولة في التحول الرقمي والاستدامة والطاقة النظيفة.
كما أوصى المشاركون بضرورة تنفيذ برامج تدريبية منتظمة داخل الجامعة لتأهيل الطلاب في المهارات الرقمية مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني، ومهارات العمل مثل التواصل والقيادة وحل المشكلات، إلى جانب ترسيخ ثقافة التعلم الذاتي المستمر من خلال المنصات التعليمية المفتوحة، وتحفيز الكليات على ربط مشروعات الدراسات العليا بالأولويات الوطنية في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر، ودعم توجه وزارة التعليم العالي لتطوير المناهج بما يتوافق مع وظائف المستقبل ومتطلبات التحول الرقمي، وتشجيع الجامعات على تبادل الخبرات في التعليم الذكي والذكاء الاصطناعي ودمجه في التدريس الجامعي.
وعلى هامش اللقاء شهد رئيس الجامعة توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين جامعة بنها وعدد من الكيانات الصناعية والاقتصادية والمجتمعية، بهدف توفير فرص تدريب وتأهيل وتشغيل لطلاب وخريجي الجامعة، بما يعزز من دور الجامعة في خدمة المجتمع وربط التعليم بسوق العمل ومواكبة التطورات العالمية في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
جامعة بنها








0 تعليق