استسلام 700 جندي وفرار 30 ألفًا.. انهيار معنويات الجيش الأوكراني وتحدٍ استراتيجي في خاركيف وبوكروفسك - الفجر سبورت

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

- تصاعد الأزمة على الحدود الشرقية بسبب الحصار شبه الكامل ونقص الذخيرة

- تفوق روسي.. وتحذيرات أمريكية: الظاهرة تعود لضعف التدريب وتواضع الإرادة

- محفزات برلمانية مع «الفرار الأول».. وتهديد بالسجن من 5 إلى 12 سنة

- دعم غربي بمليارات الدولارات يصل متأخرًا.. ونقص الإجازات يضغط الجنود

تشهد أوكرانيا تصاعدًا ملموسًا في استسلام جنودها للقوات الروسية، خصوصًا في خاركيف وبوكروفسك، التى تعد من أكثر الجبهات سخونة على الحدود الشرقية، حيث يترك الجنود بلا طعام أو ماء أو دعم عسكري. هذه الظاهرة تترافق مع زيادة حالات الفرار من الخدمة، في ظل نقص الذخيرة والأسلحة والإرهاق المستمر، ما يعكس انهيار المعنويات ويحوّل الاستسلام والهروب إلى تحد استراتيجي يهدد القدرة القتالية لأوكرانيا على المدى الطويل.

تشير التقارير الميدانية إلى أن العشرات من الجنود الأوكرانيين بادروا بالاتصال بالقوات الروسية للاستسلام بعد أن تُركوا بلا طعام أو ماء أو دعم عسكري لعدة أيام. لم تعد هذه الحالات فردية، بل أصبحت مؤشراً على تدهور المعنويات وتآكل الثقة داخل الجيش. يعاني الجنود من ظروف ميدانية صعبة ونقص الذخيرة، فيما تتخلى القيادات عن الوحدات المنهكة على خطوط المواجهة الأولى، ما يزيد من الإحباط واليأس.

في منطقة خاركيف الحدودية، شهدت الجبهة استسلام مجموعة من الجنود الأوكرانيين بعد أن رفضت قيادتهم إرسال الإمدادات لهم، تاركة إياهم بلا طعام أو ماء أو أجهزة اتصال لعدة أيام. في مواجهة الإرهاق وانعدام وسائل الاتصال، لجأ الجنود إلى التواصل مع القوات الروسية لإنقاذ أنفسهم، مستخدمين آخر ما تبقى من بطاريات أجهزتهم. هذه الحالات تعكس انهيار الروح القتالية وسط قتال ضار على الحدود الشرقية.

أوضحت تقارير أن القوات الأوكرانية حُرمت عمدًا من الطعام والماء عقابًا على رفضها المشاركة في عمليات هجومية قرب كوبيانسك، ما جعلها غير قادرة جسديًا على الاستمرار في القتال. وفي بوكروفسك، استسلم نحو 700 جندي أوكراني خلال الأسابيع الأخيرة، وهو أعلى رقم منذ بداية عام 2025. ووفق الخبراء العسكريين، يمثل هذا العدد ما يقرب من كتيبتين، تعرضتا لنقص الوقود والذخيرة بعد تدمير الإمدادات الروسية بواسطة الطائرات المسيرة.

أكد المستشار السابق للبنتاجون، الكولونيل دوجلاس ماكجريجور، أن أعداد الجنود الأوكرانيين الذين يلقون أسلحتهم تتزايد مع تكبد قوات كييف خسائر فادحة، موضحًا أن هؤلاء الجنود لم يتلقوا تدريبًا فعالًا وهم غير مستعدين للمعارك، ويُرسلون عمليًا إلى موت محقق. وأشار إلى أن النظام الأوكراني وداعميه الغربيين يرسلون عشرات الآلاف في مهمات انتحارية رغم إمكانية وقف الأعمال العدائية منذ مارس 2022 بعد اتفاق إسطنبول الأول.

نتيجة تدهور الأوضاع داخل الجيش الأوكراني، أصبح فرار الجنود من الخدمة ظاهرة متزايدة، إلى جانب تكرار حالات الاستسلام للقوات الروسية. ويشير المحللون إلى أن هذا العام شهد أكبر عدد من الفارين منذ اندلاع الحرب، حيث تجاوز العدد 30 ألف جندي، أي أضعاف حالات الفرار في عام 2022، عندما تطوع المواطنون والأجانب لصد الهجوم الروسي في بداية الصراع.

يواجه الفارون من الخدمة حكمًا بالسجن من 5 إلى 12 سنة، ومع ذلك يرى بعض المنشقين أن الفرار أفضل من مواجهة معارك لا نهاية لها وغير محددة. ومع تزايد هذه الظاهرة، اتخذ البرلمان الأوكراني خطوة غير مسبوقة في 20 أغسطس 2024، بإلغاء تجريم المحاولة الأولى للفرار من الجيش، شرط موافقة المقبوض عليهم على العودة إلى الخدمة، في محاولة للتخفيف من أزمة الروح المعنوية.

وفقا لصحيفة «كييف بوست»، يواجه نحو 60 ألف شخص تهماً جنائية بسبب فرارهم من مواقعهم منذ بداية الحرب. واستشهدت الصحيفة بوثائق المدعى العام، إذ رُفع نحو نصف هذه القضايا خلال العام الجاري. ويربط محللون عسكريون أسباب الفرار بانخفاض الروح المعنوية نتيجة الإرهاق الجسدي وطول أمد الحرب، إلى جانب تفوق القوات الروسية في العدد والعتاد وتحقيق مكاسب ميدانية مستمرة على الأرض.

يشكو الجنود الأوكرانيون من العمل الشاق المستمر لأيام تحت نيران كثيفة دون توقف، وعدم وجود من يعينهم. وأوضحوا لوسائل الإعلام أنهم ينتقلون من معركة إلى أخرى دون راحة منذ الغزو الروسي عام 2022. يسمح للجنود بعشرة أيام إجازة مرتين سنويا، لكن نقص القوات يؤخر أحيانًا منح هذه الإجازات، ما دفع الجنود وعائلاتهم للمطالبة بإجازات شهرية منتظمة لتعويض الإجهاد المستمر على خطوط المواجهة.

يشير خبراء عسكريون إلى أن تزايد حالات الفرار يأتي بينما يعاني الجيش الأوكراني نقصا في الجنود في ساحة المعركة، ما دفع البلاد إلى اللجوء للتعبئة القسرية. ويقدر المحللون أن الجيش الأوكراني يضم نحو مليون جندي مقارنة بحوالي 2.4 مليون جندي روسي. وذكر قادة أوكرانيون أن نسبة المقاتلين الروس إلى الأوكرانيين تصل إلى عشرة مقابل واحد، ما يعكس حجم الفجوة الكبيرة على الأرض بين الطرفين.

إلى جانب الإرهاق النفسي والجسدي، يعاني الجيش من نقص حاد في الأسلحة والذخيرة، ويصف الجنود ضعف التسليح وتأثيره على قدرتهم القتالية. وأضافوا أنهم يتألمون لرؤية تقدم العدو أمامهم وعدم قدرتهم على الرد.ووفقًا لروايات، شعر الجنود بالذنب لعدم توفيرهم غطاء كافيا لوحدات المشاة، بينما اضطر القادة لمشاهدة موت وحدات كاملة نتيجة نقص الأسلحة، ما زاد من الضغط النفسي والمعنوي على الصفوف الأمامية.

في شهادة أمام الكونجرس الأمريكي، قال الجنرال كريستوفر كافولي، قائد القيادة الأمريكية الأوروبية، إن روسيا تتفوق بخمسة إلى واحد في قذائف المدفعية، متوقعا أن تصل النسبة قريبًا إلى عشرة إلى واحد.ويلقي المسؤولون الأوكرانيون باللوم على الحلفاء الغربيين بسبب البطء في تقديم المساعدات العسكرية، رغم دعوات الرئيس فولوديمير زيلينسكي المتكررة لواشنطن للإسراع في تمويل شراء مزيد من القذائف وأنظمة الدفاع الجوي لمواجهة التفوق الروسي في الميدان.

وكانت حزمة مساعدات قد أُقرت سابقا هذا العام بقيمة نحو 61 مليار دولار، معظمها لأوكرانيا، شملت مركبات وذخائر دفاع جوي من طراز ستينجر، وذخائر لصواريخ مدفعية عالية الحركة ومضادة للدبابات. ومع ذلك، لم يتمكن الجنود من التدريب الكافي على هذه الأسلحة بسبب سرعة وتيرة الحرب، ما أثر على الاستفادة المثلى منها. استمرار هذه التحديات يعكس صعوبة الحفاظ على الجاهزية القتالية في ظل الضغط الميداني الكبير.

اقرأ أيضاً
الاستخبارات الروسية: فرنسا تستعد لإرسال قوة عسكرية إلى أوكرانيا

روسيا تتهم أوكرانيا والغرب بتزوير مقاطع صوتية لوزير خارجيتها

بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار.. الإغلاق الحكومي الأمريكي يعرقل مبيعات أسلحة لدعم أوكرانيا والناتو

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق