الوجود المسيحى فى القدس.. جذور التاريخ تحت حصار الحاضر والأماكن المقدسة تعاني من اعتداءات إسرائيلية .. بوابة الفجر سبورت

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتراجع الوجود المسيحي الفلسطيني عامًا بعد عام تحت وطأة سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تمس الأرض والإنسان والمقدسات.

أرضٌ حملت رسالة السلام الأولى، أصبحت اليوم مسرحًا للتضييق والتهجير والاعتداءات المنظمة على الهوية الفلسطينية المسيحية التي تشكّل أحد أعمدة التاريخ والإنسانية في فلسطين.

ووفق هذا السياق قال المطران ساني إبراهيم عازار، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، إن الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في الشرق الأوسط صعبة، داعيًا إلى المصالحة والتفاهم المتبادل بين الشعوب

7cf32e138f.jpg
 المطران ساني إبراهيم عازار

«كل من يموت خسارة.. لماذا نقتل بعضنا البعض؟»

وأضاف المطران عازار، أن وقف إطلاق الناراستغرق وقتًا طويلًا، ويامل بأن تكون الحرب قد انتهت الآن، كثير من الفلسطينيين مذنبون، وكثير من الإسرائيليين أيضًا، لكن هذا لا يساعدنا، الناس يعانون من كلا الجانبين.. البلد يتسع لنا جميعًا، فلماذا نقتل بعضنا البعض بينما يمكننا أن نعيش معًا؟.

تراجع الوجود المسيحي في الأراضى المقدسة

وأوضح المطران عازار أن عدد المسيحيين في الأرض المقدسة تراجع بشكل مقلق، قائلًا: «كنا نشكل في السابق نحو ١٥٪ من السكان، أما اليوم فأصبحنا أقل من ٢٪، في القدس، انخفض عدد المسيحيين من أكثر من ٢٥ ألفًا إلى ما بين ٦ و٧ آلاف فقط منذ عام ١٩٩٦».

وأشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية والأمنية دفعت الكثير من العائلات إلى الهجرة، موضحًا أن أكثر من ٢٥٠ عائلة مسيحية غادرت بيت لحم ورام الله إلى أستراليا وكندا والولايات المتحدة وأوروبا، أي ما يزيد عن ١٤٠٠ شخص.

«ما يجمعنا ليس السياسة بل المسيح»

وتحدث المطران عازار عن الصعوبات التي واجهها المسيحيون في الأسابيع الأولى من الحرب، مؤكدًا أنهم شعروا بالعزلة التامة، مضيفًا: «ما يجمعنا ليس السياسة، بل المسيح، لا نريد مالًا أو دعمًا ماديًا، بل أن نشعر أننا ننتمي إلى بعضنا البعض كمؤمنين».

b550b5d6c1.jpg
ديمتري دلياني 

ديمتري دلياني:  الوجود المسيحي الفلسطيني هو امتداد حيّ لجذور ضاربة في عمق التاريخ

بينما قال ديمتري دلياني، أحد القيادات الفلسطينية في حركة فتح، بأن الوجود المسيحي الفلسطيني في الأراضي المقدسة اليوم هو امتداد حيّ لجذور ضاربة في عمق التاريخ، إلا أنّ هذا الوجود الأصيل يواجه تراجعاً ديموغرافياً مقلقاً نتيجة سياسات الاحتلال التي أفرغت الأرض من مقومات الحياة الطبيعية، تشير الإحصاءات إلى أنّ المسيحيين يشكّلون ما يقارب ١.٨ في المئة من مجموع سكان دولة الاحتلال، أي نحو مئة وثمانين ألف نسمة مع نهاية عام ٢٠٢٤، غالبيتهم العظمى من العرب الفلسطينيين الذين يشكّلون حوالي ٧٩ في المئة من مجمل المسيحيين هناك، أما في القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، فيُقدّر عدد الفلسطينيين المسيحيين بما بين سبعة وأربعين إلى خمسين ألفاً بحسب بيانات عام ٢٠١٧، يعيش معظمنا في القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية المحتلة، في حين لا يتجاوز عدد الفلسطينيين المسيحيين في قطاع غزة الألف تقريباً، وقد انخفض أكثر بعد عامين من جرائم الإبادة الإسرائيلية.

قبل نكبة عام ١٩٤٨، كانت نسبة المسيحيين الفلسطينيين تتراوح بين عشرة وخمسة عشر في المئة من مجموع سكان فلسطين التاريخية، التراجع الحادث اليوم هو نتيجة مباشرة للسياسات الاستعمارية الاسرائيلية التي حدّت من الحريات ومسّت الكرامة الوطنية وارتكبت جرائم ضد الإنسانية وتحكّمت في فرص العمل، وضيّقت على حرية التنقل، وقلّصت من عوائد السياحة الدينية التي كانت تشكّل مصدراً أساسياً للرزق، إضافة إلى تآكل أي أمل في ظل استمرار مصادرة الأراضي، ما جعل كثيراً من المدن والقرى، مثل بيت لحم وبيت ساحور وبعض القرى المحيطة بالقدس، تفقد جزءاً كبيراً من طابعها الفلسطيني المسيحي.

وأضاف «دلياني»، لـ«البوابة نيوز» أن الهجرة بين الفلسطينيين المسيحيين لا يمكن اختزالها في عامل واحد، بل هي حصيلة تراكمية لمجموعة من الضغوط التي تفرضها بيئة طاردة وغير مستقرة سياسياً واقتصادياً بسبب الاحتلال الاسرائيلي، فمعدلات البطالة المرتفعة، وتراجع فرص العمل، وتدهور النشاط السياحي الذي كان يشكّل شريان الحياة في بيت لحم والقدس، أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية، يضاف إلى ذلك القيود السياسية والأمنية التي تفرضها سلطات الاحتلال، من مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات إلى فرض التصاريح المذلّة على التنقّل والعبادة.

خلال المناسبات الدينية الكبرى، يُحرم كثير من الفلسطينيين المسيحيين من الوصول إلى كنائسهم في القدس، ما جعل ممارسة الإيمان نفسه عملاً محفوفاً بالمعاناة. ومع تقلّص عدد الشباب، تراجعت فرص الزواج داخل المجتمع المسيحي الفلسطيني، فتزايدت ظاهرة الهجرة الفردية والعائلية، لا يوجد إعلان رسمي عن خطة لطرد المسيحيين من وطننا، لكنّ سياسات الاحتلال التي تسلب الحقّ في الأرض والكرامة تؤدي عملياً إلى دفعهم نحو التطهير العرقي غير المعلن الذي يستهدف كل فلسطيني بغض النظر عن انتمائه الديني او عدمه.

الهوية

الفلسطينيون المسيحيون يشكّلون عنصراً محورياً في النسيج الوطني الفلسطيني

واستطرد «دلياني»: أن يكون الإنسان فلسطينياً مسيحياً اليوم يعني أن يحمل رسالة التاريخ الفلسطيني بكل عمقها الإنساني، وأن يجسّد الإيمان في الدفاع عن الحق الوطني، الهوية المسيحية الفلسطينية ليست حالة دينية منعزلة، بل انتماء أصيل لجذور هذه الأرض، والتزام وطني وثقافي وإنساني في آن واحد، الفلسطينيون المسيحيون يشكّلون عنصراً محورياً في النسيج الوطني الفلسطيني، حيث تجمعنا بأشقائنا المسلمين وحدة المصير والنضال، ونعمل معاً في مؤسسات التعليم والثقافة والمجتمع المدني لبناء مجتمع فلسطيني متماسك يواجه الاحتلال بوعي ووحدة.

الحفاظ على الهوية الفلسطينية المسيحية يتمّ من خلال ترسيخ التربية الوطنية، وحماية الوقف المسيحي، ودعم التعليم الكنسي، والمشاركة في الحياة العامة، إن تراجع عدد الفلسطينيين المسيحيين يقلل من أحد أبرز أوجه التنوع الحضاري الفلسطيني الذي كان دائماً شهادة للعالم على أن فلسطين أرضٌ للإنسانية الجامعة، لا مجال فيها للطائفية أو الإقصاء.

عضو المجلس الثوري في حركة فتح : تشيلي تحتضن اليوم أكبر جالية فلسطينية مسيحية في الشتات 

وكشف عضو المجلس الثوري في حركة فتح، بان تشيلي تحتضن اليوم أكبر جالية فلسطينية مسيحية في الشتات، إذ يتجاوز عدد أبنائها من أصول فلسطينية نصف مليون نسمة، إلى جانبها، تشكّل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأوروبا الغربية وجهات رئيسية للهجرة، هذه السياسات، وإن كانت في ظاهرها إنسانية، تسهم في تفريغ الأرض المقدسة من أبنائها الأصليين.

تختلف دوافع الهجرة بين الشباب والعائلات؛ فالشباب يسعون إلى فرص تعليمية واقتصادية أوسع، بينما تبحث العائلات عن الأمان الاجتماعي ومستقبل مستقر للأبناء، في المقابل، تبذل الكنائس، بالتعاون مع مؤسسات دولية، جهوداً كبيرة للحدّ من النزوح عبر المنح التعليمية، والمساعدات السكنية، ودعم المشاريع الصغيرة، وتنشيط السياحة الدينية، لتثبيت الفلسطينيين المسيحيين في وطنهم التاريخي.

دلياني : المسيحية الصهيونية تدعم مشاريع الاستيطان سياسياً ومالياً

وتابع «دلياني»: يُقدَّر عدد المسيحيين داخل دولة الاحتلال بما بين مئة وثمانين ومئة وسبعة وثمانين ألف نسمة، وتشمل هذه النسبة مجموعات صغيرة تُعرف باسم المسيحيين الصهاينة، تدعم مشاريع الاستيطان سياسياً ومالياً، يعتمد هذا التيار غير المعترف به كَنَسياً على لاهوت صهيوني مشوّه يقدّم فلسطين والقدس كأرض وُعِد بها اليهود إلهياً، وهو تأويل سياسي مضلل يُستخدم لتبرير الاستعمار ونزع الشرعية عن الوجود الفلسطيني المسيحي والعربي، هناك حملات فكرية وإعلامية منظمة في الغرب تُسوّق خطاباً تحت عنوان «حماية المسيحيين في الشرق الأوسط»، لكنها في جوهرها تبرّر الاحتلال وتغطي سياساته القمعية. هذه الحملات تُعيد رسم صورة مزيّفة عن الواقع، وتعمل على إضعاف التضامن العالمي مع الفلسطينيين المسيحيين

الأماكن المقدسة المسيحية في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية تعاني من اعتداءات إسرائيلية متكرّرة

واشار «دلياني» إلى أن الأماكن المقدسة المسيحية في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية تعاني من اعتداءات اسرائيلية متكرّرة تشمل تخريب الممتلكات، واعتداءات على رجال الدين، واقتحامات للمواكب الدينية، إضافة إلى محاولات السيطرة على عقارات كَنَسية، وفق تقرير مركز روسّينغ لعام ٢٠٢٤، تمّ توثيق مئة وإحدى عشرة حادثة إرهابية إسرائيلية استهدفت للمسيحيين خلال عام واحد فقط، 

تتعامل السلطات الإسرائيلية مع شكاوى الكنائس من الاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها نشطاء إسرائيليون ببطء واضح، وغالباً ما تُغلق الملفات دون محاسبة، في الوقت ذاته، تُنفَّذ مشاريع استيطانية داخل البلدة القديمة في القدس تحت غطاء «الترميم السياحي»، بهدف تغيير الطابع المعماري والديمغرافي، أما خلال الأعياد الكبرى، فيواجه الفلسطينيون المسيحيون قيوداً مشددة على الحركة، ومنعاً من الوصول إلى كنائسهم، مما يجعل ممارسة العبادة فعل مقاومة وصمود أمام سلطة الاحتلال.

واستطرد «دلياني»، ترى كنائس الأراضي المقدسة، على اختلاف طوائفها، أنّ البقاء في الأرض المقدسة واجب روحي ووطني في آن واحد. فهي تخاطب أبناءها بنداءاتٍ تعبّر عن الثبات، وتذكّرهم بأن الهجرة ليست خلاصاً بل إفراغ لجذور المسيحية من أرضها الأولى.

موقف مبدئى

الكنائس ترفض سياسات إسرائيل من خلال فرض الرسوم الضريبية الجائرة ومصادرة الأملاك، وتطالب السلطات الدولية بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية لوقف إجراءاتها ضد المؤسسات الكنسية. كما تعمل من خلال مجلس البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس على تنسيق المواقف والدفاع المشترك عن الحقوق. الخطاب الكنسي الفلسطيني يتمحور حول الثبات في الأرض، والإيمان بعدالة القضية، والتمسك بحق الوجود الإنساني قبل أي اعتبار آخر.

وتابع «دلياني»: الشباب الفلسطيني المسيحي يواجه واقعاً صعباً، لكنه يحمل في داخله إرادة الاستمرار. الصعوبات اليومية تشمل البطالة، وغلاء السكن، وارتفاع كلفة التعليم، وقيود الحركة التي تمنع التطور المهني والاجتماعي بالإضافة إلى خطر الاعتقال والتنكيل وربما القتل على أيدي جنود الاحتلال أو عصابات المستوطنين الإرهابية. المؤسسات التعليمية والطبية التابعة للكنائس تعاني من الأعباء المالية والضرائب غير العادلة، إضافة إلى تراجع الدعم الخارجي.

دعم عالمي

المطلوب من العالم المسيحي ليس مجرد تضامن عاطفي، بل دعم فعلي من خلال منح دراسية، وبرامج تشغيلية، ومشروعات اقتصادية تساعد على الصمود لكل شعبنا الفلسطيني. كما يمكن للمؤسسات المسيحية الدولية أن تلعب دورًا في فضح انتهاكات الاحتلال ضد شعبنا والدفاع عن حقنا في الحياة الكريمة داخل وطننا.

واختتم ديمتري دلياني، بالحديث عن متطلبات الصمود والرسالة إلى العالم قائلًا: ما تحتاجه المجتمعات الفلسطينية اليوم، بغض النظر عن كونها مسيحية او مسلمة، هو بنية دعم متكاملة تشمل الإسكان الميسّر، والفرص الاقتصادية، والتعليم النوعي، وحماية الأوقاف، وضمان حرية العبادة والتنقّل. التعليم يشكّل الركيزة الأولى لصون الهوية، والإعلام والثقافة يشكلان وسيلة للحفاظ على الوعي الوطني وتأكيد استمرار الوجود الفلسطيني المسيحي كجزء أصيل من هوية فلسطين الحديثة، أما الرسالة التي يوجّهها الفلسطينيون المسيحيون إلى العالم فهي رسالة إيمان بالأرض والإنسان: نحن أبناء هذه الأرض وشهودها، نبقى فيها بواجب الارتباط الوجداني والتاريخي، نطلب من العالم أن يقف معنا في حماية وطننا، لأنّ بقاءنا في فلسطين ليس مجرد حقّ، بل عهدٌ إنسانيّ مع التاريخ والعدالة والكرامة.

من بيت لحم إلى غزة.. المسيحيون متمسكون بالأرض وسط قيود واعتداءات ممنهجة

كما يشهد الوجود المسيحي في الأراضي المقدّسة- بما يشمل إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة- مرحلة هي الأصعب منذ عقود، حيث تتزايد الاعتداءات على الكنائس والمؤسسات الدينية والتعليمية والطبية، إلى جانب القيود على حرية العبادة والتنقّل، ما يهدد النسيج التاريخي الذي شكّل جوهر الهوية الفلسطينية لقرون.

تراجع ديموغرافي مقلق

كانت نسبة المسيحيين في فلسطين التاريخية عام ١٩٢٢ نحو ١١٪ من السكان، أما اليوم فلا تتجاوز ١-١.٢٪.

في الضفة الغربية، انخفضت نسبتهم من ٦٪ عام ١٩٦٧ إلى أقل من ١٪ بحسب تعداد ٢٠١٧ «نحو ٤٦،٨٥٠ مسيحي».

وفي مدينة بيت لحم، التي كانت تُعرف تاريخيًا بأنها قلب المسيحية الفلسطينية، تراجعت النسبة من ٨٦٪ من السكان عام ١٩٥٠ إلى نحو ١٠٪ فقط في آخر الإحصاءات.

أما في غزة، فقد كان عدد المسيحيين قبل عام ٢٠٠٧ يُقدّر بنحو ٥،٠٠٠، بينما تراجع في أكتوبر ٢٠٢٣ إلى أقل من ١،٠٠٠، واليوم لا يتجاوز بضع مئات بسبب الحرب الأخيرة على القطاع.

اعتداءات متكرّرة على الكنائس والمقابر

رصدت الكنائس المحلية في الضفة الغربية والقدس أكثر من ٣٥ حالة موثقة لتخريب أو تدنيس كنائس وأديرة وممتلكات مسيحية خلال عامي ٢٠٢٤ و٢٠٢٥، أغلبها نُسب إلى شبّان من التيارات اليهودية المتشددة.

وفي ٧ يوليو ٢٠٢٥، شهدت قرية الطيبة- آخر قرية فلسطينية يقطنها بالكامل مسيحيون- اعتداءً خطيرًا بإشعال النار قرب كنيسة القديس جورج التاريخية والمقبرة المسيحية، في حادث أثار صدمة واسعة بين رجال الدين وسكان القرية.

قيود على حرية العبادة في القدس

خلال احتفالات السبت المقدّس «عيد القيامة» عام ٢٠٢٥، منحت السلطات الإسرائيلية نحو ٦،٠٠٠ تصريح فقط من أصل ما يقارب ٥٠ ألف مسيحي في الضفة الغربية، للدخول إلى كنيسة القيامة في القدس، ما اعتبرته المؤسسات الكنسية تقييدًا غير مبرر لحرية العبادة.

كذلك تم تسجيل حالات منع جماعي من الوصول إلى أماكن دينية أخرى في القدس القديمة، خصوصًا خلال الفصح وأعياد الميلاد الشرقية.

المستشفيات والمدارس المسيحية تحت القصف والتهديد

لم تقتصر الانتهاكات على الكنائس، بل طالت أيضًا المؤسسات الطبية والتعليمية التابعة للطوائف المسيحية.

ففي غزة، تعرّض المستشفى المعمداني «الأهلي»، وهو أحد أقدم المؤسسات الطبية المسيحية في القطاع، إلى قصف مباشر خلّف عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين والطاقم الطبي، رغم أنه كان يُستخدم كمأوى للنازحين.

كما وردت تقارير عن استهداف مدارس كنسية ومراكز تعليمية تابعة لطوائف مختلفة، وتضرر أجزاء منها نتيجة القصف أو نقص الإمدادات الإنسانية.

وقال أحد القساوسة العاملين في القطاع إن «ما يتعرّض له المسيحيون في غزة ليس فقط حربًا مادية، بل محو تدريجي للوجود الإنساني والروحي».

استيلاء على الأراضي والقيود الاقتصادية

تشير بيانات كنسية محلية إلى مصادرة أراضٍ زراعية وممتلكات مملوكة لعائلات مسيحية في الضفة الغربية، ومنع أصحابها من الوصول إليها أو زراعتها.

كما حُرم بعض السكان من المياه والكهرباء رغم امتلاكهم وثائق ملكية رسمية. هذه الممارسات- بحسب الكنائس- تهدف إلى إفراغ الوجود المسيحي من جذوره التاريخية والاجتماعية.

صمود رغم كل شيء

على الرغم من هذا الواقع الصعب، تواصل الجماعات المسيحية في الأراضي المقدّسة رسالتها الإنسانية والروحية، من خلال خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية، وإصرارها على البقاء في أرضها رغم التهديدات اليومية.

يقول أحد الرهبان في القدس: «نحن لسنا زائرين في هذه الأرض، نحن جزء من تاريخها وروحها، وسنظل نحمل نور الإيمان مهما اشتد الظلام».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق