في مشهد يفيض بالرحمة والانتماء، جسّد أحد ضباط مديرية أمن الفيوم المعنى الحقيقي للوطنية والإنسانية، حينما ترك موقعه للحظات، واقترب من أحد كبار السن من ذوي الهمم، ليأخذ بيده ويدفع كرسيه المتحرك حتى مدخل لجنة كفور النيل بالدائرة الأولى، كي يتمكن من الإدلاء بصوته في إنتخابات مجلس النواب 2025.
كانت الخطوات بطيئة... لكنها محمّلة بدلالات كبيرة؛ عن وطنٍ لا يُقصي أحدًا، ورجالٍ يؤمنون أن خدمة المواطن جزء من أداء الواجب لا يقلّ شأنًا عن تأمين اللجان.
أمن وإنسانية في مشهد واحد
تحت إشراف وتوجيهات اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، حرص ضباط وأفراد الشرطة على أن تكون الصورة الكاملة للعملية الإنتخابية أكثر من مجرد تأمين.
ففي الوقت الذي انتشروا فيه لتأمين المقرات ومداخل اللجان، كانوا أيضًا يمدّون أيديهم بالعون لكبار السن والسيدات وذوي الإحتياجات ليؤكدوا أن الأمن في الفيوم لم يكن فقط حضورًا نظاميًا، بل كان وجهًا إنسانيًا مشرقًا يعكس تلاحم المواطن ورجل الأمن في مشهد وطني جامع.
عرس إنتخابي على أنغام المزمار البلدي
وخارج أسوار اللجان، كانت الفرحة تكتمل بصوت الزغاريد والمزمار البلدي، ورفرفة الأعلام المصرية، بينما علت الهتافات الوطنية ورقصت الخيول أمام اللجان، في أجواء احتفالية عفوية حملت ملامح الريف الفيومي الأصيل، حيث اجتمع الكبير والصغير، الرجل والمرأة، على هدف واحد: المشاركة في رسم مستقبل الوطن.
الفيوم.. لوحة وطنية متكاملة
هكذا تحولت إنتخابات الفيوم إلى لوحة وطنية نابضة، امتزجت فيها مشاهد الإنسانية بالواجب، والعطاء بالوفاء، لترسم صورة مشرّفة لمحافظة ما زالت تعرف معنى الانتماء.
رجال الأمن أدوا واجبهم بروح المسؤولية، والمواطنون حضروا بروح المشاركة، لتؤكد الفيوم مجددًا أن "الإنسانية يمكن أن تكون جزءًا من الأمن، وأن الأمن الحقيقي هو الذي يصون كرامة المواطن قبل صوته."
يُذكر أن محافظة الفيوم تضم 343 لجنة انتخابية فرعية على مستوى المراكز والمدن والقرى، فتحت أبوابها صباح اليوم أمام 2 مليون و223 ألف و823 ناخبًا، موزعين على 4 لجان عامة و284 مركزًا انتخابيًا، وسط إجراءات أمنية مشددة وتنظيم محكم من الأجهزة التنفيذية والأمنية، لضمان سير العملية الانتخابية في أجواء آمنة ومستقرة.








0 تعليق