صدر حديثا كتابًا جديدًا بعنوان “كيف تكون مشيخيًا في أمريكا المشوهة إنجيليًا – دليل لاستعادة بشارة نعمة الله” ، من تأليف القسين أليكس ثورنبرغ وتيد فويت جونيور، اللذين ناقشا أفكارهما مؤخرًا في بودكاست الكنيسة المشيخية الأمريكية “A Matter of Faith: A Presby Podcast”.
ويهدف الكتاب إلى مواجهة ما وصفه الكاتبان بـ"اللاهوت المشوه أو المضلّل" الذي يربط الإيمان المسيحي بخطابات سياسية أو اجتماعية منغلقة، ويُسيء إلى جوهر رسالة المسيح القائمة على النعمة والرحمة والمساواة بين البشر.
نقد الفكر المتشدد
قال القس أليكس ثورنبرغ، راعي كنيسة "هارتلاند" المشيخية في ولاية أيوا، إن مصطلح «Dysvangelical» صاغه شريكه فويت، لوصف تيار "يمتلك صوتًا قويًا ونفوذًا سياسيًا واسعًا" ويقدّم نفسه كصوت المسيحية، رغم أنه – بحسب قوله – "يشوه بشارة المسيح ويحوّلها إلى أداة إقصاء وكراهية".
وأضاف: "يمكن لأي شخص أن يعتقد أن اللاجئين خطر، أو أن النساء أقل شأنًا، لكن لا يمكنه أن يسمي ذلك مسيحية، لأن هذا ليس من روح الإنجيل".
أما القس تيد فويت جونيور، الأستاذ في معهد أوستن اللاهوتي، فقال إن "البعض حاول أن يُعيد صياغة بشارة النعمة لتصبح أداة تفرقة، بينما جوهر الإنجيل هو مائدة مفتوحة للجميع".
"النعمة هي مقاومتنا"
يرى الكاتبان أن العودة إلى لاهوت النعمة تمثّل شكلًا من أشكال المقاومة الروحية في وجه التشدد والانقسام.
وقال فويت: "إذا سمع المسيح أن التعاطف سُمّي ضعفًا، لابتسم بدهشة وخفض حاجبيه".
ويضيف ثورنبرغ: "ما يحتاجه العالم اليوم هو كنيسة مشيخية تقف لتقول: هذا ليس ما يدعونا الله إليه، بل نحن مدعوون لنعلن النعمة في وجه الانقسام والكراهية".
وأشار إلى أن أعمالًا بسيطة – كالمشاركة في مظاهرة سلمية أو التطوع في مأوى للمشردين – يمكن أن تكون تجسيدًا عمليًا للإيمان المسيحي الحقيقي.
دعوة للتوبة والتجدد
أوضح المؤلفان أن الكنيسة المشيخية نفسها لم تكن دائمًا بمنأى عن الأخطاء التاريخية، لكنها بحسب قولهما "تعلّمت أن التوبة تعني تغيير الفكر والسلوك، لا مجرد الاعتراف بالخطأ".
وقال ثورنبرغ: "نحن نحتفل بقدرتنا على تغيير آرائنا عندما يقودنا الله إلى رؤية جديدة، وهذه علامة حياة في الكنيسة".
جوهر الرسالة: النعمة والعطاء والامتنان
اختصر الكاتبان مضمون كتابهما في ثلاث كلمات: النعمة، العطية، والامتنان.
ويقول ثورنبرغ: "وظيفتنا أن نعيش بالامتنان، لأن النعمة عطية لا تنفد، مثلما لن تنفد رحمة الله أبدًا".
وأضاف فويت: "خلال أزمة كورونا نفدت السلع من الأسواق، لكن النعمة الإلهية لا تعرف النقص، لأنها تُمنح لنُشاركها لا لنحتكرها".












0 تعليق