المنطقة تتجه نحو الهاوية المناخية.. «غرينبيس» تطالب بتحركات حاسمة في «كوب 30» - الفجر سبورت

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتجه العالم نحو مفترق طرق مناخي حاسم مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين كوب 30 في مدينة بيليم البرازيلية. تتزايد التحذيرات العلمية وتشتد المطالب الحقوقية بضرورة اتخاذ إجراءات فورية. فشل المجتمع الدولي في تحقيق الهدف المتمثل في إبقاء ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية أصبح أمرًا مرجحًا للغاية.

فجوة الوعود والواقع

يكشف أحدث تقرير لفجوة الانبعاثات لعام 2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن العالم ما زال بعيدًا عن المسار الصحيح. توقعات الاحترار العالمي بناءً على السياسات الحالية تبلغ 2.8 درجة مئوية. هذا الرقم كارثي ويتجاوز بكثير هدف اتفاق باريس. حتى مع التنفيذ الكامل للمساهمات المحددة وطنيًا فإن الارتفاع المتوقع يتراوح بين 2.3 و 2.5 درجة مئوية. هذا تحسن طفيف لكنه لا يكفي لتجنب الآثار الكارثية.

العلم واضح يتطلب تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية خفض الانبعاثات السنوية بنسبة 35% إلى 55% مقارنة بمستويات عام 2019 بحلول عام 2035. الفشل في تحقيق هذه التخفيضات الكبيرة وفي هذا الإطار الزمني الضيق يعني تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية غالبًا خلال العقد المقبل.

بصيص أمل

على الرغم من المشهد القاتم هناك مؤشرات تحول تكنولوجي. يتوقع تقرير مؤسسة ريستاد إنرجي أن الانبعاثات الكربونية العالمية قد تبلغ ذروتها في عام 2026. هذا التوقع مدفوع بطفرة غير مسبوقة في الطاقة النظيفة. ارتفعت حصة الكهرباء النظيفة من إجمالي الطاقة العالمية إلى أكثر من 14% في عام 2025. النمو السريع للطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس وانتشار السيارات الكهربائية تساهم في تسريع التحول نحو كهربة الاقتصاد.

لكن هذا الزخم الإيجابي لا يحل المشكلة بالكامل. التحول يسير ببطء شديد ولم يحل الوقود الأحفوري بعد بالقدر اللازم لخفض الإجمالي المطلوب. على مستوى الدول تظهر تناقضات. انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين تراجعت بنسبة 1% خلال النصف الأول من عام 2025 بفضل زيادة الطاقة المتجددة. في المقابل ارتفعت انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة بنسبة 1.4% في النصف الأول من نفس العام. هذا التفاوت يعكس تحدي الإرادة السياسية العالمية.

صرخة غرينبيس

منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دقت ناقوس الخطر بحدة خاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تتفاقم أزمة المناخ بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي. تشهد المنطقة ارتفاعًا حراريًا بمعدل 0.46 درجة مئوية كل عشر سنوات. هذا المعدل أسرع بمرتين تقريبًا من المتوسط العالمي البالغ 0.18 درجة مئوية. الملايين يواجهون موجات حر قياسية وجفاف وشح مياه.

غوى النكت المديرة التنفيذية لغرينبيس
غوى النكت المديرة التنفيذية لغرينبيس
محمد كمال عضو وفد غرينبيس الشرق الأوسط
محمد كمال عضو وفد غرينبيس الشرق الأوسط

تدعو المديرة التنفيذية لغرينبيس غوى النكت قادة المنطقة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في كوب 30. المطالب واضحة:

تعزيز المساهمات الوطنية (NDCs): يجب على الحكومات وضع خطط مناخية أكثر طموحًا لعام 2035 تتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية. هذا يتطلب التزامًا واضحًا بالابتعاد عن الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنصفة.

تمويل مناخي عادل وغير قائم على الديون: فشل مؤتمر كوب 29 في تلبية توقعات التمويل المنصف. الدول المتقدمة ودول الشمال العالمي المسؤولة تاريخيًا عن أعلى الانبعاثات يجب أن تتحمل مسؤوليتها. المطلوب تمويل إضافي وعام غير قائم على الديون. يجب تكثيف الدعم لجمع 1.3 تريليون دولار للعمل المناخي.

مساءلة الملوثين الكبار: يجب ضمان أن تدفع شركات الوقود الأحفوري العالمية حصتها العادلة عبر آليات شفافة ومنصفة.

تؤكد النكت أن الانتقال العادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري لم يعد خيارًا بل مسألة بقاء لشعوب المنطقة. تبرز فرصة لدول الخليج لتقود هذا التحول المناخي بامتلاكها الموارد والإمكانات.

الأمازون

تتعقد أزمة الانبعاثات العالمية بشكل خطير بفعل التدهور البيئي في غابات الأمازون. الأمازون هي أكبر خزان للكربون في العالم وإزالتها وحرائقها تطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. الأمازون التي توصف بالجهاز التنفسي للأرض بدأت تتحول في مناطق شاسعة إلى مصدر للكربون بدلاً من كونه بالوعة لامتصاصه. هذا التحول يعزى لإزالة الغابات وتغير المناخ الذي يزيد من الجفاف.

تساهم الحرائق المستمرة في الأمازون في تقليل الرطوبة وخفض هطول الأمطار وزيادة درجات الحرارة. دراسات حذرت من أن انبعاثات الكربون من حرائق الغابات في الأمازون قد تصل إلى ثلاثة إلى أربعة أضعاف التقديرات السابقة. الحرائق الواسعة في أمريكا الجنوبية كانت عاملًا رئيسيًا وراء المستويات القياسية لغاز أول أكسيد الكربون عالميًا في عام 2024. التدهور في الأمازون يهدد بتعميق أزمة تغير المناخ الإقليمي والعالمي.

تحدي

الخطر مضاعف فمن جهة تسير الانبعاثات العالمية نحو مسار احترار غير مقبول علميًا ومن جهة أخرى تتآكل الدفاعات الطبيعية للأرض مثل الأمازون. كوب 30 يمثل محطة مصيرية يجب أن تتحول فيها الأقوال إلى أفعال. تحتاج الحكومات إلى خطط واضحة للابتعاد عن الوقود الأحفوري والاستثمار في الطاقة النظيفة. تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية يتطلب تمويلًا عادلًا ونقلة تقنية حقيقية. مصير الكوكب يتوقف على اتخاذ إجراءات جريئة ومسؤولة الآن.

اقرأ أيضاً
ورشة تدريبية حول التغيرات المناخية لتعزيز قدرات الكوادر الصحية والبيئية بالفيوم

وزير الرى يتابع إجراءات التعامل مع ارتفاع مناسيب مياه البحر المتوسط نتيجة التغيرات المناخية

شرم الشيخ تشهد افتتاح النسخة الرابعة من المنتدى العربي للأرض والمناخ

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق