قدمت شيري فان رئيسة أساقفة ويلز، خطابها الرئاسي أمام أعضاء الهيئة الإدارية للكنيسة، موضحة أولوياتها للمستقبل ومؤكدة على ضرورة بناء ثقافة محبة ووحدة داخل الكنيسة والمجتمع.
شكر وامتنان ورسائل دعم من جميع أنحاء العالم
افتتحت “فان” خطابها بالشكر لكل من بعث لها برسائل التهنئة بمناسبة انتخابها رئيسة للأساقفة، مؤكدة أن تواصلها مع أشخاص لم تلتق بهم منذ أيام المدرسة الثانوية أو الكلية الملكية للموسيقى، إضافة إلى تواصلها مع أشخاص من فترة خدمتها في مانشستر، كان له أثر مبارك عليها.
كما أعربت عن امتنانها للذين أبدوا دعمهم وصلاتهم لها، بمن فيهم من يعارضون رسامة النساء أو يجدون صعوبة في تقبل وجود رئيسة أساقفة من مجتمع تعيش في شراكة مدنية، معتبرة أن ذلك يمنحها أملًا في بناء مستقبل مشترك رغم الاختلافات.
التحديات والتغيرات الأخيرة في الكنيسة
وأشارت “فان” إلى التغيرات الكبيرة التي شهدتها الكنيسة منذ الاجتماع الأخير في لاندودنو، مؤكدة أن استقالة الأسقف آندي بعد رسالته الصادقة أثرت على المقاطعة، ولا سيما أبرشية بانغور، وأن جميع أعضاء الكنيسة بحاجة للاعتراف بهذه التأثيرات.
كما كرمت" فان" الأسقف آندي على تشجيعه للحوار الصادق والتركيز على الصلاة والتأمل، مؤكدة أهمية استمرار الدعم والصلاة له ولعائلته، وللأسقف ديفيد أثناء سعيه لاكتشاف مكان خدمته القادم.
أولويات رئيسة الأساقفة للمستقبل
حددت ثلاثة محاور رئيسية لعملها خلال الفترة القادمة:
الاعتناء بالغرض الأساسي للكنيسة: العيش والعمل وفق تعاليم يسوع المسيح، وإظهار المحبة للمجتمع والعالم بشكل عملي وملموس، بما يعكس رسالة المسيح وحبه للجميع.
الاعتناء بالعلاقات بين الأعضاء: بناء مجتمع كنسي متماسك يشبه جسد المسيح، حيث يعمل كل عضو بانسجام مع الآخرين، وتُحل الخلافات عبر الحوار والمحبة.
الاعتناء بالعلاقة الفردية مع الله: تعزيز الصلاة والتواصل الروحي مع الله، ما يساعد على توحيد الكنيسة وتقوية الروابط بين أعضائها.
وشددت “فان” على أن الكنيسة يجب أن تكون منفتحة على جميع الفئات المهمشة في المجتمع، بما في ذلك الفقراء والمشردون وذوو الإعاقة، وكذلك من يواجهون تحديات الصحة النفسية أو التمييز بسبب الجنس أو الميول الجنسية.
أهمية الحوار والمصالحة داخل الكنيسة
وأكدت أهمية التعلم من تجارب الآخرين ومواجهة الاختلافات بالحوار والمحبة، مستشهدة بتجربتها السابقة مع مجتمع الصم في مانشستر، حيث تعلمت الاستماع للآخرين وملاقاتهم حيث هم، وليس حيث نعتقد أنهم يجب أن يكونوا.
وأضافت"رئيسة أساقفة ويلز" أن الكنيسة مدعوة للعمل على تحقيق المصالحة والتسامح بين أعضائها، وبناء الجسور بين الناس بدلًا من الانقسام، بما يعكس محبة يسوع المسيح ويجعل الكنيسة نموذجًا يُحتذى به في المجتمع.
دعوة للصلاة والعمل المشترك
اختتمت" فان" خطابها بالدعوة إلى الصلاة والعمل المشترك لتعزيز الروابط بين أعضاء الكنيسة، وتحقيق رسالة المسيح في المجتمع، مؤكدة أن الصلاة والتقوى تساعد على توحيد الكنيسة وتطوير حياتها وعلاقاتها ومهمتها في خدمة الناس.
وقالت:"صلاتي خلال السنوات الثلاث القادمة أن نسمح لأنفسنا، فرديًا وجماعيًا في جميع أنحاء مقاطعة ويلز، أن نشكل حياتنا وعلاقاتنا بطريقة أكثر تشبهًا بالمسيح، لنكون وكلاء لمحبته المصالحة في العالم."













0 تعليق