أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن دعاء النبي ﷺ عند افتتاح صلاته من الليل: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك صراط مستقيم" يحمل عبرًا بلاغية ودروسًا تربوية مهمة.
وأشار رئيس جامعة الأزهر، خلال فتوى له، إلى أن الفعل "اختلف" في هذا الدعاء مبني للمجهول، أي أن الفاعل محذوف عمدًا، موضحًا أن النبي ﷺ لم يشأ أن يشغلنا بالتفاصيل عن من يختلف ومن مع من، سواء كان مسلمًا أو كافرًا، فلانًا أو فلانًا، بل قصد التركيز على طلب الهداية من الله عز وجل للصواب في الأمور التي يختلف الناس فيها.
وأضاف الدكتور داود أن حذف الفاعل وسكوته ﷺ في هذا الدعاء أبلغ من الكلام وأجود من ذكره، لأنه يعلّم المؤمن أن يسأل الله تعالى الهداية بصرف النظر عن هوية المختلفين أو الأسباب التي أدت إلى الاختلاف، مؤكدًا أن هذا الأسلوب من فيض بلاغة النبي ﷺ وحكمته في توجيه العباد إلى مركزية الله وحده في الرأي والصواب.
وأكد على أن هذا الدعاء يمثل نموذجًا عمليًا لكيفية التعامل مع الخلافات الإنسانية، إذ يعلّم المسلم أن يسعى دائمًا للهداية إلى الحق بغض النظر عن الظروف والاختلافات المحيطة به.


















0 تعليق