مع حلول فصل الخريف، تزداد فرص العناية بالبشرة والتخلّص من آثار الصيف وأشعة الشمس القويّة، إذ يُعدّ هذا الفصل الوقت الأمثل لعلاج البقع الداكنة التي تُعد من أبرز المشكلات الجمالية انتشاراً في المنطقة العربية.
تنتج هذه البقع الصبغيّة غالباً عن التعرّض المتكرّر والمفرط لأشعة الشمس من دون حماية، ما يؤدي إلى خلل في إنتاج وتوزيع الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الجلد وحمايته من الأشعة فوق البنفسجيّة. ومع مرور الوقت، تُحفَّز خلايا الميلانين بشكل مفرط فتظهر بقع يصعب التخلص منها، كما أن هذه الخلايا تتمتع بـ"ذاكرة" تجعل البقع تعود حتى بعد العلاج، في حال إهمال استخدام واقي الشمس.
عوامل العناية بالبشرة
ويؤكد خبراء العناية بالبشرة أن العوامل المضادة للبقع تستهدف آليات إنتاج الميلانين وتوزيعه، من خلال تثبيط نشاط إنزيم "التيروزيناز" المسؤول عن تحفيز تكوينه. وتساعد بعض الكريمات في تقشير البشرة بلطف لتجديد الخلايا، إلا أن فعاليتها تبقى تدريجية مقارنة بالعلاجات الطبية كالتقشير الكيميائي أو الليزر. ورغم ذلك، تتميز العلاجات الموضعية بأنها آمنة وتناسب جميع أنواع البشرة دون التسبب بالتهاب أو تهيّج.
أربعة مكونات فعالة قادرة على تفتيح البشرة
وفي ما يلي أربعة مكونات فعالة أثبتت الدراسات الحديثة قدرتها على تفتيح البشرة وتوحيد لونها بشكل آمن وفعّال:
1. الإكسوسومات
وهي نواقل دقيقة تنقل العناصر الأساسية مثل البروتينات والدهون إلى الخلايا المتضررة، ما يُسهم في تجديدها وتعزيز مرونتها.
وتعمل الإكسوسومات على تقليل العيوب وتوحيد لون البشرة من خلال دعم عمليات الإصلاح الطبيعية في الجلد.
2. النياسيناميد
شكل فعّال من فيتامين B3، لا يقتصر دوره على تفتيح البقع فحسب، بل يساعد أيضاً في ترميم حاجز البشرة والحد من الالتهابات التي تسببها الندبات.
يتميّز النياسيناميد بقدرته العالية على التحمل حتى لدى أصحاب البشرة الحساسة، ويُكسب البشرة مظهراً أكثر إشراقاً وتوازناً.
3. حمض الترانيكساميك
من المكوّنات الطبية الحديثة التي أثبتت فعاليتها في كبح إنتاج الميلانين، مما يقلل من البقع الناتجة عن الشمس أو التغيرات الهرمونية. يمتاز بخصائص مضادة للالتهابات، ويمكن دمجه مع مكونات أخرى مثل فيتامين C أو النياسيناميد لتعزيز تأثيره المفتح.
4. الغلوكونولاكتون
حمض لطيف على البشرة بفضل جزيئاته الكبيرة، يعمل على تجديد الخلايا وتقشيرها بلطف دون تهيّج. يمنح البشرة نعومة وإشراقاً ملحوظين مع الاستخدام المنتظم، كما يساعد على تحسين الترطيب وزيادة مرونة الجلد.
ويختتم الخبراء توصياتهم بالتأكيد على أن الوقاية تظلّ الخطوة الأهم، فالاستخدام اليومي لمستحضرات الوقاية من الشمس إلى جانب اعتماد هذه المكونات الفعالة هو السبيل الأمثل للحفاظ على بشرة نقيّة ومشرقة على مدار العام.















0 تعليق