أعلنت السلطات المكسيكية عن إحباط مخطط لاغتيال السفيرة الإسرائيلية لدى المكسيك، عينات كرانتز-نيجر، والذي كان يخطط له الحرس الثوري الإيراني. وأظهرت التحقيقات أن الخلية الإيرانية المسؤولة عن المخطط كانت تعمل من سفارة إيران في فنزويلا، وهي دولة تشهد عمليات مكثفة من الولايات المتحدة لمكافحة شبكات تهريب المخدرات.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان رسمي: "نشكر أجهزة الأمن وإنفاذ القانون على كشفهم وإحباط شبكة إرهابية كانت تعمل بتوجيه مباشر من إيران لاستهداف السفيرة الإسرائيلية في المكسيك". وأضافت الوزارة أن التحقيقات لا تزال جارية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية والدولية، لضمان منع أي تهديدات إرهابية من إيران ووكلائها ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حول العالم.
من جانبه، صرح مسؤول أمريكي لوكالة رويترز بأن المخطط كان من المقرر تنفيذه في النصف الأول من عام 2025، مشيرًا إلى أن التهديد لا يزال مستمرًا، وأن أي دولة تحتوي على وجود إيراني يجب أن تكون على أهبة الاستعداد لمثل هذه المؤامرات. وأضاف المسؤول: "هذه ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من محاولات إيران لإلحاق الأذى بالدبلوماسيين والصحفيين والمعارضين، وهو أمر ينبغي أن يكون مصدر قلق لأي دولة تتواجد فيها مصالح إيرانية".
ويأتي هذا المخطط في ظل احتجاجات أسبوعية مؤيدة للفلسطينيين أمام السفارة الإسرائيلية في مدينة مكسيكو، والتي تشهد تصاعدًا أحيانًا إلى أعمال عنف ومحاولات اقتحام. وأوضحت السفيرة كرانتز-نيجر في كتابها المنشور هذا العام بعنوان "دبلوماسيون في حالة حرب"، أن بعض المتظاهرين ارتدوا ملابس سوداء وملثمون وألقوا زجاجات مولوتوف على السفارة، ما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصًا من الشرطة المكسيكية بحروق خطيرة.
وأضافت السفيرة أن صورها نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة بتعليقات مسيئة، مثل "قاتل الشعب" و"غير مرحب بك في المكسيك" و"اطردوا السفير". وحتى قامت مجموعة صغيرة بتنظيم مظاهرة شخصية ضدها أثناء جولتها الرسمية، مؤكدة أن هذه التهديدات والإهانات تأتي من فئة صغيرة لكنها صاخبة، وتترك أثرًا نفسيًا واضحًا على الدبلوماسيين المستهدفين.
وتشير تقارير أجهزة الأمن والاستخبارات إلى أن إيران نفذت عدة محاولات سابقة لاستهداف المواطنين الإسرائيليين والمصالح اليهودية في الخارج، بما في ذلك محاولات اغتيال واختطاف في بريطانيا بين عامي 2022 و2025. وأكد تقرير لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني أن خطر الهجمات الإيرانية على المقيمين البريطانيين قد ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
كما كشف الموساد مؤخرًا عن هوية قائد الفيلق الحادي عشر في فيلق القدس، المسؤول عن ترويج هجمات ضد الإسرائيليين واليهود في أوروبا وأستراليا. ووفقًا للموساد، فإن الآلية التي يرأسها هذا القائد كانت مسؤولة عن محاولات هجمات في اليونان وألمانيا وأستراليا خلال العام الماضي، وتمكنت السلطات من كشفها واعتقال بعض أعضائها بعد إخفاقات متكررة.
تركزت أنشطة هذه الخلية الإيرانية على مسارين رئيسيين:
التخريب: شملت عمليات إحراق متعمد للمؤسسات اليهودية والمحلات التجارية، بما في ذلك مطاعم ومقاهي وبيوت حباد ومعابد يهودية.
إيذاء الأفراد: كان يتم استهداف شخصيات بارزة في المجتمع بعد أو بالتزامن مع أعمال التخريب، كما خططوا له في الهجوم الذي تم إحباطه في ألمانيا.
وتأتي هذه التطورات في سياق التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران ووكلائها في الخارج، حيث تسعى إيران إلى تنفيذ عمليات ضد خصومها بشكل مستمر، حتى بعد النزاعات المباشرة في المنطقة، في إطار ما يُعرف بأنشطة الفيلق الحادي عشر لفيلق القدس وأذرعه التنفيذية.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أن العمل الاستخباراتي المستمر بالتعاون مع الشركاء الدوليين هو الوسيلة الأساسية لإحباط أي تهديدات إرهابية قبل وقوعها، وحماية الدبلوماسيين الإسرائيليين والمصالح اليهودية في جميع أنحاء العالم.

















0 تعليق