أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد»، ورقة بحثية جديدة بعنوان: «حول واقع التعليم في قطاع غزة بعد مرور أكثر من عامين على حرب الإبادة الجماعية التي بدأت في 7 أكتوبر 2023» أعدتها الباحثة والناشطة الشبابية آلاء داوود، والتي تسببت بانهيار شبه كامل للبنية التعليمية المادية والبشرية، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليون طالب وطالبة من حقهم في التعليم الآمن والمنتظم، وتهديد مستقبل جيل كامل بضياع ما لا يقل عن خمس سنوات تعليمية.
وتُظهر الورقة أن النظام التعليمي في قطاع غزة قد تعرض لتدمير ممنهج شمل المدارس والجامعات والمراكز التعليمية ومخازن الكتب والمناهج ومرافق الأرشيف والبيانات، إلى جانب استهداف العاملين في المجال التربوي والأكاديمي، وتعطيل العملية التعليمية لأطول فترة في تاريخ فلسطين الحديث، وغياب أي خطة لإعادة دمج الطلبة أو تعويض الفاقد التعليمي الهائل، وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الورق، المستلزمات التعليمية، المعدات التقنية، أجهزة الحاسوب، والوسائل التعليمية، التي تعتبر أساس استئناف العملية التعليمية.
وتُحذر الهيئة من أن انقطاع التعليم لهذه الفترة الطويلة يحمل أثاراً كارثية على المستوى الوطني، أبرزها انخفاض مستويات الكفاءة الأكاديمية، تفاقم التسرب المدرسي، نمو ظاهرة عمل الأطفال، ارتفاع نسب الزواج المبكر بين الفتيات، وازدياد حالة الانفلات القيمي والمعياري داخل المجتمع، بما يحول التعليم من حق مكفول إلى رفاهية مستحيلة.
وتؤكد الهيئة أن التعليم ليس خدمة ثانوية، بل حق أساسي تكفله اتفاقية حقوق الطفل والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، كما يعد شرطاً لبناء مجتمع قادر على التعافي والاستدامة وإعادة الإنتاج الاقتصادي والاجتماعي بعد الحرب، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإعادة إنقاذ هذا القطاع الحيوي، عبر:
إعادة فتح المعابر بشكل كامل ودون عراقيل لضمان دخول الكتب، الورق، الطابعات، والمستلزمات التعليمية.
تمكين الجامعات والمدارس من العودة التدريجية للعمل، وتوفير حاضنات تعويض الفاقد التعليمي.
دعم مشروعات التعليم الطارئ والتعليم عن بعد داخل مراكز النزوح وخارجها، لضمان عدم استمرار الانقطاع.
توفير منح عاجلة للطلبة في الجامعات الفلسطينية داخل القطاع لتأمين استكمال مسارهم الأكاديمي.
الهيئة الدولية «حشد» تؤكد أن إعادة بناء النظام التعليمي يمثل أولوية وطنية وإنسانية، وأن أي تأخير في إعادة تشغيل المدارس والجامعات سيتسبب بضياع سنوات إضافية من عمر هذه الفئة التي تشكل مستقبل الشعب الفلسطيني، مطالبة الأمم المتحدة، اليونسكو، الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لضمان إعادة بناء هذا القطاع وإنقاذ مستقبل جيل كامل من الوقوع في دائرة الجهل والإقصاء والتهميش.
اقرأ أيضاً
الهيئة الدولية «حشد»: كارثة إنسانية وشيكة في غزة مع اقتراب فصل الشتاء«حشد» تؤكد أهمية الصمود المجتمعي في غزة لمواجهة آثار حرب الإبادة الجماعية
«حشد» تثمن قرار محكمة العدل الدولية بتحميل الاحتلال مسئولية الكارثة الإنسانية بغزة















0 تعليق